أتفق مع ما قاله الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، حينما وصف ما يحدث فى منطقة سور مجرى العيون بأنه «تدخل جراحي».
هذا «التدخل الجراحي» كان ضروريًا، بعد أن «ترهلت» تلك المنطقة، وامتدت إليها «العشوائيات» من كل جانب، وأدت «التشوهات»، التي لحقت بها، إلى إخفاء كل مظاهر الجمال والحضارة فيها، لتتحول إلى منطقة عشوائية، بعد أن كانت «تاريخية» رائعة.
كان لابد من هذا «التدخل الجراحي» لإزالة التشوهات الصارخة، التي لحقت بها، وإعادة التأهيل الاجتماعي، والاقتصادي، لتلك المنطقة التاريخية.
التطوير الحالي شمل الاهتمام بالحرف التراثية، والأسواق التقليدية، وإقامة أنشطة ثقافية، وحرفية، وسياحية، تتناسب مع طبيعة المنطقة.
نجاح الحكومة في نقل «المدابغ» من تلك المنطقة كان نقطة البداية الصحيحة، لأنها كانت مقامة على مساحة تقترب من 95 فدانًا، وأسهمت في زيادة معدلات التلوث فيها، وتحويلها إلى منطقة تكاد تكون موبوءة.
بنقل المدابغ ضربت الحكومة «عصفورين بحجر واحد»، الأول هو إقامة مدينة صناعية جديدة للمدابغ بشكل عصرى ومتميز، والثانى هو تطوير منطقة سور مجرى العيون، وعودة طابع المنطقة الإسلامي، في إطار تطوير «القاهرة التاريخية».
«القاهرة التاريخية» منطقة تراث عالمي رائعة، مسجلة في منظمة «اليونسكو»، وبالتالي، فإن تطويرها يسير وفق منهج علمي منظم، لعودة الروح والجمال إليها، وأعتقد أن سور مجرى العيون سوف يكون دُرة هذا التطوير.