Close ad
10-2-2021 | 12:23
الأهرام اليومي نقلاً عن

من يتعمق فى دراسة الأجندة الشاملة لورشة العمل المصرى التى تدور عجلاتها منذ 7 سنوات لإزالة العشوائيات وتطوير الريف وتحديث البنية الأساسية وإعادة الوجه الحضارى للقاهرة وسائر المدن الكبرى لابد أن يصل إلى نتيجة محددة مفادها أن مصر نجحت فى أن تجرى دراسة شاملة لمجتمعنا اعتمادا على ثلاثية العلم والخبرة والوعى المجتمعي.

إن ما يجرى فى مصر الآن ليس مجرد مشروعات يتم تنفيذها تحت رايات الإصلاح والترميم وتحسين الأوضاع وإنما الذى يجرى شيء أعمق من ذلك بكثير لأنه بشكل أوسع وأعمق عملية تغيير أساسى فى بناء الدولة وفى تكوين المجتمع.

وفى اعتقادى أن القراءة العلمية لمشكلة العشوائيات فى المدن وأزمة غياب الخدمات الأساسية فى الريف وتفاقم التردى فى أوضاع القاهرة والمدن الكبرى وغياب الوجه الحضارى عنها هى التى حتمت على الرئيس السيسى أن يطالب الحكومات المتعاقبة بمعاينة هذه المشكلات معاينة دقيقة وإلقاء نظرة خاصة على جذورها قبل الذهاب إلى التحدى الأكبر فى كيفية سباق الزمن للإنجاز مع توفير الموارد الضخمة من التمويلات والاستثمارات.

إن المسألة أكبر وأعمق من أن ينظر إليها للإشادة بزيارة الرئيس السيسى لعزبة الهجانة بينما عملية التطوير تدور فيها لانتشالها من الواقع المؤسف الذى ولدت فيه ولم تعد ظروف العصر تسمح بالسكوت والصبر على ذلك!

وحسب علمى فإن الرئيس السيسى كان لديه رد جاهز على كل من يقترح تأجيل بعض هذه المشروعات لحين ميسرة وكان يقول صراحة إننا إذا قبلنا بالتأجيل والترحيل فمعنى ذلك أننا سوف نزداد تخلفا ولن نتقدم كما نحلم ونتمني!

والحقيقة إنه لم يكن غائبا عن ذهن الرئيس السيسى وهو يتخذ القرار بالمضى دون إبطاء فى تلك الحزمة الواسعة من المشروعات القومية الكبرى أن الطريق إلى ذلك ليس سهلا ميسورا وإنما الطريق تحفه المصاعب والمشاق ربما كان توفير التمويل اللازم هو أسهل المصاعب وأخف المشاق على حد تعبير الرئيس نفسه.

وفى اعتقادى أن قدرتنا على مواصلة هذا المشوار الطويل تستلزم أن يعرف الشعب الحقيقة كلها أولا بأول ليستطيع أن يقدر قيمة العمل الجبار الذى يتحقق بسواعد المخلصين من أبناء الوطن.

وليس من حق أحد – وتحت أى مسمى – أن يطلق الفتاوى الكاذبة للتشويش على ورشة العمل المصرية والمطالبة بمراجعة أولوياتها وإنما واجب الجميع أن يمهدوا الطريق لصانع القرار وأن يساعدوه لأن هذا هو الطريق لبناء مصر الحديثة استنادا إلى دروس التاريخ من ناحية وضغوطات الواقع الراهن من ناحية أخري!

خير الكلام:

<< التحدي الأكبر بعد الإنجاز هو التمسك به والحفاظ عليه!

كلمات البحث