من مسئوليات الدولة حماية التاريخ بآثاره المميزة وأيضا حماية الخضرة وهو ماجعل الدكتور زاهى حواس عندما كان أمينا عاما للآثار يصدر قراراته بوضع حدائق الحيوان والأسماك والأورمان كمناطق أثرية لا يجوز أن تمتد إليها يد إلا للحفاظ عليها وتعتبر هيئة الآثار رقيبة عليها.
غير ذلك هناك مبان ومنشآت وحدائق ترى الدولة الحفاظ عليها لنمطها المعمارى وحفاظا على البيئة.
وفى هذا الإطار تضمن عدد الوقائع المصرية رقم 239 الصادر بتاريخ 24 أكتوبر 2020 قرارا ينص فى مادته الثالثة على أن يضاف إلى سجلات المبانى والمنشآت ذات الطراز المعمارى المتميز لمحافظة القاهرة حدائق الزهرية بالزمالك برقم توثيق 1363 والحرية بالزمالك برقم توثيق 1364، وحديقة المسلة بالزمالك برقم توثيق 1365، وحديقة النهر بالزمالك برقم توثيق 1366
هذا القرار صدر فى أكتوبر الماضى ولكن فى يوم الخميس الماضى 21 يناير تم فى احتفال حضره عدد من كبار المسئولين وضع حجر أساس مشروع عين القاهرة فى حديقة المسلة المفروض أنها تقع تحت حماية محافظة القاهرة بما يمنع المساس بها.
ولا يمكن القول إن مشروع العجلة الدوارة سيحافظ على خضرة الحديقة التى يقام بها، فحسب بيانات الشركة التى تقيم المشروع فإن هذه الحديقة سيقام عليها مواقف انتظار سيارات مغطاة، غير جراج فوق الأرض من طابقين سعة 500 سيارة، ومنطقة إنزال للحافلات التى تأتى بالزوار وقاعة متعددة الأغراض بمساحة ألف متر مربع مطلة على النيل، وعدد من المتاجر والمطاعم الفاخرة ومنطقة مطاعم، وغير ذلك منطقة ترفيه تضم عددا من محال الألعاب المختلفة وعلى أساس أن النسبة الأكبر من الزوار سيكونون من الأطفال، وغير ذلك كله كما ذكر رئيس الشركة المتولية للمشروع مساحة خضراء تبلغ 7000 متر مربع.
ولا أريد أن أدخل فى حساب ما تحتاجه كل هذه الإنشاءات والتى لا يمكن أن يتسع لها المكان فالحقيقة الواضحة أن المشروع يعنى إعدام حديقة لها طرازها المعمارى المتميز!