Close ad
18-1-2021 | 10:20
الأهرام اليومي نقلاً عن

هل من الدقة اللغوية أن يُوصَف صفوت الشريف بالدهاء الذى هو فى المعاجم فوق الذكاء، والذى أضيفت عليه عبر القرون معان وإيحاءات إيجابية أخرى؟ أم أن فى هذا الوصف تجاوزاً لغوياً وفرطَ مبالغة ومجاملة؟ ذلك لأن الإمعان يؤكد أن أهم مهاراته كانت فى حدود أن يستمر فى المناصب العليا نحو 30 عاماً، ولقد تكشف بالدليل المادى بعد ثورة 25 يناير أنه حقق ثروة شخصية هائلة خلال توليه السلطة. ثم، وحتى إذا نحينا ضرورة أن يهتم كل من يعمل بالشأن العام بمعاناة الجماهير، وبشكاوى النخب، حتى إذا لم يتعاطف معها، فإن مهاراته لم تتح له أن يرى، أو أن يحس أو أن يتوقع، أن هناك غضباً عاماً هائلاً تحت السطح، وأنه يتصاعد، وأنه يجب أن تجرى تهدئته بجدية، دفاعاً عن النظام الذى يعمل لمصلحته ولحمايته شخصياً!

تؤكد الشواهد والمنطق أن مهاراته المشار إليها هى أقل من أن تقترب من الدهاء، وإنما هى فى حدود المكر، بما يمكنه من التقرب من الرئيس مبارك، بشروط الطاعة المطلقة، ثم سرعة نقل العطاء إلى جمال مبارك مع صعوده! فختم حياته فى السلطة بترديده شعار الفكر الجديد خلف جمال، وهو ما لا يقع فيه داهية يدرك أن هذا يفضح صدقيته بعد عقود من الانتماء لفكر قديم، كما أنه يؤكد تبعيته لمن هم أعلى، ويتسبب له فى خسائر شخصية رهيبة، ثم إنها لا تفيد من يريد خدمته. وكذلك ليس هناك دهاء فى رفعه شعار الريادة الإعلامية، وظنه أن استمرار الريادة يتحقق بزيادة القنوات وإنشاء مدينة الانتاج الإعلامى، مع عدم إدراك التبعات الخطيرة لإصراره على فرض قبضته الحديدية، فتراجع الإعلام على يديه مقارَنة بما قبله وأمام الإعلام المنافس.

وبنظرة على سنوات من سيطرته على الإعلام من الوزارة، ثم على الصحافة من رئاسته لمجلس الشورى والمجلس الأعلى للصحافة، وكذلك عندما كان بالتوازى مبعوثاً شخصياً لمبارك فى عدة ملفات مع السعودية والسودان وليبيا وغيرها، يتبين أنه لم يحقق فى كل هذا نجاحاً يُذكَر!.

كلمات البحث
الأكثر قراءة