Close ad
6-1-2021 | 10:48
الأهرام اليومي نقلاً عن

أشعر بحزن شديد وعتاب أشد من أصحاب الملايين من أثرياء مصر الذين غابوا تماما، وفقراء مصر يطوفون أمام المستشفيات .. كان ينبغى أن تمتد آلاف الأيدى تنقذ هؤلاء من محنة كورونا وكان مصير هؤلاء الضحايا أن فقدوا حياتهم وأسرهم .. كنت أتصور أن يندفع أثرياء مصر ويتسابقوا لشراء الأدوية ودفع نفقات المستشفيات وتقديم كل وسائل الرعاية.. لقد كانت فرصة لتقديم يد الرحمة لهم..

فى تاريخ أثرياء مصر كانت الأفراح تتكلف ملايين الدولارات وتقام فى أرقى الفنادق.. وكان أثرياء مصر فى العهد البائد يقيمون المستشفيات والمدارس والجامعات وكنت أنتظر فى محنة كورونا أن أجد أفواجا من أثرياء مصر ينقذون المرضى والمصابين.. ولكن كل واحد اختفى خلف ملايينه ولم يفكر فى بسطاء الناس وهم يطوفون فى الشوارع بحثا عن دواء أو مستشفى يعالج فيه .. هل غابت الرحمة من قلوب الناس بهذه الصورة القاسية؟!، هل فقدنا الإحساس لهذه الدرجة؟!..

أنا لا أدرى ماذا تفعل الجمعيات الأهلية التى تطاردنا كل يوم بآلاف الإعلانات على شاشات الفضائيات وهى تجمع الملايين من تبرعات الناس؟!، وأين تذهب هذه الأموال؟! ولماذا لم يخصص جزء منها لمواجهة ضحايا محنة كورونا؟.. إن الفرصة مازالت أمام أثرياء مصر فمازالت أعداد المصابين ترتفع كل يوم ومازالت مراكز وزارة الصحة تحتاج إلى الدعم ومازالت الكارثة تهدد الآلاف من الضحايا ..

إن هذا وقت التعاون بين الناس والوقت الذى نحتاج فيه إلى شيء يسمى الرحمة وفى هذه الأزمات تظهر معادن البشر وما أحوجنا الآن إلى أن نتعاطف ونتراحم ونتنافس فى عمل الخير وبيننا من يعانى الفقر والمرض والحاجة.. كان المصرى دائما يسعى إلى الخير ويلبى نداء صاحب الحاجة وما أحوجنا الآن إلى هذه الروح ..

فى الأيام الأخيرة ظهرت أزمة نقص الأكسجين فى بعض المستشفيات والمراكز الطبية وتمنيت لو أن فريقا من أثرياء مصر حمل آلاف الاسطوانات وذهب بها لإنقاذ المصابين ولكن....!.

كلمات البحث
الأكثر قراءة