Close ad
4-1-2021 | 10:16
الأهرام اليومي نقلاً عن

فى تركيا نظام من أغرب أنظمة الحكم فى العالم، ومنذ اعتلائه سدة الحكم قبل نحو 18 عاما لم يستطع أحد أن يحدد بدقة هوية هذا النظام واتجاهاته، فلا هو نظام إسلامى ولا هو نظام علمانى ولا هو اشتراكى ولا هو رأسمالى، مما دعا بعض مراكز الأبحاث السياسية والإستراتيجية فى العالم إلى النظر إليه على أنه يكاد لا يكون نظاما على الإطلاق، وهو ما يجعل تركيا رغم الهالة الإعلامية حول تجربتها الاقتصادية بلدا معرضا ومكشوفا لكل ألوان الخطر خصوصا بعد سلسلة المغامرات العسكرية لأردوغان خارج الحدود.

ولا شك فى أن سياسة اللعب على الحبلين التى انتهجها أردوغان فى السنوات الأخيرة بتعزيز التقارب مع روسيا، إلى حد شراء منظومة إس 400 للدفاع الجوى بالمخالفة لضوابط حلف الأطلنطى الذى تنتمى إليه تركيا، هو الذى أدى بتركيا إلى أن تفقد الضمان الأمريكى والأوروبى المشترك الذى كان يوفر الأمان للدولة التركية ويحميها من مطامع الآخرين، سواء على مستوى دول الجوار أو على مستوى الداخل الذى يغلى منذ سنوات وينتظر أى فرصة للإجهاز على حكم أردوغان المتداعي.

وللإنصاف فإن التجربة التركية التى ولدت مبشرة مطلع عام 2002 بدأت فى الذبول منذ أن بدأت طموحات التفرد بالسلطة تتزايد عند أردوغان إلى الحد الذى بات معه أردوغان مشغولا بنفسه عن كل شيء يُهم تركيا، ولم يعد يهمه إلا الصورة التى يرى فيها نفسه أمام المرآة.

ولعلنا نتذكر جيدا أن بدايات التجربة التركية منذ عام 2002 لم تنعكس على الداخل التركى فقط، وإنما انعكست أيضا على المحيط العربى والإسلامى المجاور لتركيا وطرقت المسلسلات والأفلام التركية أبواب العواصم العربية وأصبحت المنتجات التركية لها الأولوية فى متاجر معظم دول المنطقة، ولكن انفراد أردوغان بالسلطة وارتماءه فى أحضان مطامعه الذاتية بحثا عن مجده الشخصى أطاح بكل المكاسب التى جنتها تركيا ووضعتها تحت سيف المقاطعة الرسمية والشعبية فى العالم العربى، ولن يكون بمقدور تركيا أن تستعيد مكانتها وسمعتها فى العالم العربى مرة أخرى إلا إذا تخلى أردوغان عن أوهامه ومطامعه...

وهذا هو الخيط الرفيع الذى تعمل مصر على الحفاظ عليه لإنقاذ ما تبقى من العلاقات التاريخية بين مصر وتركيا والتى هى فوق الأشخاص وفوق المطامع وفوق الأوهام!

خير الكلام:
<< جحيم العاقل أفضل من جنة المتهور!

كلمات البحث
الأكثر قراءة