Close ad
14-12-2020 | 10:30
الأهرام اليومي نقلاً عن

تابعت من بعيد الانتخابات البرلمانية فى الكويت، وهى تجربة ناجحة بكل المقاييس وكانت نتائجها شيئا مشرفا.. فقد أخرج الشعب الكويتى عددا كبيرا من الأسماء التى أساءت للشعب الكويتى بلا مبرر.. إن المناخ العام فى الكويت يختلف عن كل ما يجرى فى العالم العربى فعلى الرغم من سوء الأحوال مازالت الكويت ــ الشعب والسلطة ــ تتمسك بهامش من الحريات التى جعلت التجربة السياسية فى الكويت لها ثوابت خاصة.. وقد تأكد ذلك فى انتقال السلطة إلى الشيخ نواف الأحمد الصباح بعد رحيل أمير الكويت السابق صباح الأحمد الجابر الصباح ــ رحمة الله عليه ــ ثم جاءت الانتخابات البرلمانية، وهى إنجاز كبير، ثم جاء دور الكويت فى المصالحة الخليجية وهو من الأدوار التى سوف تحسب للسياسة الخارجية لدولة الكويت.. من أهم نتائج الانتخابات الأخيرة فى الكويت أنها أطاحت خارج البرلمان بتلك الوجوه التى أساءت للعلاقات الأخوية بين الشعب المصرى والشعب الكويتي.. وقد شهدت هذه المهاترات تجاوزات كثيرة لا تليق بتاريخ طويل من العلاقات بين مصر والكويت رسميا وشعبيا.. إن الكويت كانت دائما فى طليعة الدول العربية التى وقفت مع مصر فى أزمات كثيرة.

كما أن موقف مصر فى حرب تحرير الكويت لا ينسي.. فى تاريخ العلاقات بين البلدين صفحات كثيرة وفى الكويت مئات الآلاف من المصريين يعملون فى كل المجالات أطباء ومدرسين وأساتذة الجامعات ورجال القضاء والأمن والخدمات.. إن الشعب الكويتى من أكثر الشعوب العربية انفتاحا وقد شهد تجربة فريدة فى حرية الصحافة والإبداع والفكر والثقافة ومازال حريصاً على هذه التجربة.. سوف تبقى العلاقة بين مصر والكويت أكبر من كل هذه العواصف التى حاولت أن تسيء إلى هذا التاريخ الطويل من التواصل والمودة.. ولهذا لم يكن غريبا أن يطرد الشعب الكويتى هذه الأسماء التى حاولت أن تبث الفتنة بين مصر والكويت.. إن هذا الموقف يعكس مدى الوعى والثقة لدى الشعب الكويتى الشقيق.. إن الانتخابات البرلمانية فى الكويت تؤكد حرص الشعب الكويتى على تجربة فريدة فى الحريات مازال يتمسك بها..

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة