Close ad

أبو الغيط .. التجربة والشهادة!

12-12-2020 | 10:56

في إطار الرسالة التنويرية المتميزة التي تقوم بها جامعة القاهرة من خلال فعاليات المشروع الفكري والثقافي الذي يحمل عنوان "تطوير العقل المصري" استضافت الجامعة رمزا وطنيا من رموز الدبلوماسية المصرية العريقة وهو الصديق أحمد أبوالغيط أمين عام جامعة الدول العربية وزير خارجية مصر الأسبق في ندوة عنوانها "قصة كتابين" وهما كتابيه الشهيرين "شهادتي" و "شاهد على السلام والحرب".

والحقيقة أن جامعة القاهرة أصابت في هذا الاختيار لأن أبوالغيط لديه خصوصية فريدة من صنع الأقدار والظروف التي منحته في مطلع شبابه أن يكون دبلوماسيا في قلب المطبخ العسكري والاستراتيجي خلال حرب أكتوبر كأحد معاوني الفريق محمد حافظ إسماعيل مستشار الأمن القومي المصري والذي كان مكتبه خلال حرب أكتوبر على بعد خطوات قليلة من مكتب الرئيس السادات القائد الأعلى للقوات المسلحة في قصر الطاهرة الذي كان يتابع منه مسار الحرب وتطوراتها.. وبعد نحو 30 عاما أو تزيد قليلا شاءت الأقدار أن يتولي أبوالغيط حقيبة الخارجية المصرية في الفترة ما بين 2004 إلى 2011 بينما كانت تحديات عملية السلام في الشرق الأوسط تفرض نفسها على الأجندة السياسية لمصر ودول المنطقة كلها!

وقد لفت نظري ما قاله أبوالغيط بتواضعه المعهود وهو ممتن للتقديم الرائع الذي افتتح به الدكتور محمد الخشت رئيس الجامعة أعمال الندوة بأنه تحدث في الكتابين عن تجربته وليس عن شهادته على الأحداث لأنه من الذين يوقنون أن مسئولية الشهادة عن العصر أكبر وأثقل من أن يدعي أحد – بمفرده - بأنه يملك كل أسرارها وكل مفاتيحها.. وظني أنه أراد أن يقول أن تجربته يمكن النظر إليها عند كتابة التاريخ كرؤية لرجل عايش الأحداث ضمن كثيرين عايشوها وأن رؤيته تستحق أن ينظر إليها لتكون أحد الأذرع والأعمدة التي تشيد عليها أبنية التاريخ التي تعمر وتدوم لقرون طويلة!

وبمقدوري اليوم أن أقول: إنني عرفت أبوالغيط عن بعد خلال حرب أكتوبر عندما كنت مساعدا للمتحدث العسكري المصري الرسمي وكان هو على الناحية الأخري رقما صحيحا وفاعلا ومؤثرا ضمن هيئة مكتب مستشار الأمن القومي المصري المعاون لرئيس الجمهورية ثم عرفته عن قرب في طائرة الرئاسة ونحن نجوب مع الرئيس مبارك رحلات مكوكية حول العالم... وأشهد أن أبوالغيط لم يكن فقط صديقا ودودا وإنما كان كريما في التعامل مع تساؤلاتي حول مختلف الأحداث والقضايا بمعلومات دقيقة وموضوعية تخلو من شبهة النرجسية والرغبة في الظهور الإعلامي!

***
خير الكلام:
ــــــــــــــ
** يمكنك أن ترتفع إلى القمة دون أن تحلم بالجلوس على عرش الطاووس!

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث