Close ad
5-12-2020 | 11:29

كل الذين يهمهم أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط ومشغولون منذ سنوات بسؤال يقول: ما الذي يجري في لبنان؟

والسؤال لا يتعلق فقط بلعبة الصراع على كعكة السلطة بين القوى السياسية المتصارعة ولا هو يتعلق بالمأزق الاقتصادي الكامن الذي يضرب بلدًا كان يتميز عن معظم الدول العربية لسنوات طويلة مضت بأنه لا يعاني ما تعانيه الدول المجاورة له من مشكلات اجتماعية واقتصادية نتيجة توافر قدر كاف من الخدمات الصحية والتعليمية مع متوسط دخل يضمن للمواطن اللبناني البسيط قدرًا معقولا من الكفاية.

ولكن السؤال يرتبط بتراجع الدور المتوازن للبنان في محيطه العربي والإقليمي والذي بدون هذا الدور لا تكون للبنان أي ميزة نسبية أو تنافسية في المعادلتين العربية والإقليمية؛ بل وتؤدي إلي انتقاص مكانته التي توفر له قدرًا من الاهتمام الدولي بمكانه ومكانته!

السؤال هو: عن لبنان الكيان والدور والرسالة بعد أن هبت عليه في الحقب الأربع الزمنية الأخيرة عواصف هوجاء بددت أمنه وزعزعت استقراره ليصبح لبنان مسرحًا مفتوحًا للصراعات والتجاذبات الإقليمية والدولية بعد أن كان ساحة مفتوحة تسمح باللقاء والحوار والتفاهم بين كل المتخاصمين من دول المنطقة.

وفي اعتقادي أن أهل لبنان وحدهم هم الأكثر قدرة على الإجابة عن هذا السؤال وتحديد مسئولية ما حل بهذا البلد الآمن من دمار وخراب وفوضى لا يمكن الزعم فقط بأن وراءها أطرافًا خارجية لتجنب توجيه الاتهام الصريح لمن يتحملون من أهل لبنان مسئولية النار التي أشعلوها وهي مسئولية لا يستثنى فيها أي فصيل من النخب السياسية التي تتقاسم السلطة والثروة بقواعد طائفية لم تعد صالحة لهذا العصر.

لقد كان لبنان في مثل هذه الأيام من كل عام يمثل مقصدًا سياحيًا فريدًا في احتفالات أعياد الكريسماس ورأس السنة الميلادية؛ ولكن شيئًا من ذلك الوضع الفريد للبنان لم يعد موجودًا بسبب طغيان المطامع السياسية وما وفرته لـكتائب الاغتيال وتجار المظاهرات والاعتصامات أن يشوهوا ذلك الوجه الجميل والفريد للبنان.

إن من العار على النخب السياسية أن يصبح رغيف الخبز حلمًا لغالبية اللبنانيين الذين ضاقوا ذرعًا بالصراعات السياسية وباتوا يحلمون باستعادة الهدوء والأمن والاستقرار لكي يعود وطنهم أرضًا محايدة وليس ساحة صراع.. وما لم يحدث ذلك بسرعة فإن الخوف على لبنان ليس له حدود!

***
خير الكلام:
ــــــــــــــ
** قومي من نومك يا بيروت.. كي يبقى العالم ونبقى نحن ويبقى الحب!

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث