مرة أخرى وليست أخيرة تعاود خفافيش الظلام القابعة في ملاذات الخارج الظهور على المكشوف بغير حياء ودون مواربة؛ لكي تتحدث عن أوهام الفرصة المتاحة لـتغيير نظام الحكم في مصر على أساس أن التغيير المرتقب في الإدارة الأمريكية يتزامن مع الذكرى العاشرة لأحداث 25 يناير المشئومة رغم أن جو بايدن الذي يراهنون عليه كان يتزعم الجناح المعارض لتوجهات أوباما عام 2011، والتي كانت تدعم مخطط نشر الفوضى تحت رايات مضللة تقول بحاجة دول المنطقة إلى ربيع عربي مزعوم يستهدف نشر الديمقراطية وقيم الحرية وفق المفاهيم الأمريكية، بصرف النظر عن تعارضها مع القيم الاجتماعية والدينية لشعوب المنطقة.
اتصالات واجتماعات ومشاورات تجري هذه الأيام على قدم وساق بين الفلول الهاربة من مصر في ملاذات الدوحة واسطنبول ولندن باسم الدعوة لإعادة تنظيم الصفوف بين كل الفصائل المتنافرة تحت راية واحدة اسمها بناء ائتلاف معارض للنظام السياسي في مصر، فالمهم هو إزاحة النظام وما بعد ذلك يمكن بحثه والتشاور بشأنه...
وهذا الأمر ليس بالجديد وإنما هو تكرار لكل الخطط القديمة التي أفشلها شعب مصر؛ لأنها لم تكن سوى خطط بائسة ويائسة تعكس مزيجًا من السطحية الفكرية والأنانية السلوكية التي مازالت تتحكم في فكر وسلوك تلك الفلول التي تشكل حزمة الأوراق المحروقة في نظر الشعب المصري.
نعم إن الشعب المصري يرى في هذه الجحافل الظلامية الكارهة لمصر لوحة سيريالية قبيحة لأناس يتجمعون بين حين وحين أمام مرآة واسعة لا يرون فيها غير أنفسهم!
ورغم مسلسل الانتكاسات الذي تعرضوا له على مدى يزيد على 7 سنوات أعقبت ثورة 30 يونيو 2013، فإنهم لا يشعرون بالخجل من اتساع حجم الازدراء الشعبي لهم ولنداءاتهم المحشوة بمختلف أنواع الأكاذيب والتلفيقات والشائعات.
والحمد لله أن قلمي مازال رافضًا أن يطاوعني في صك أسمائهم ويرى أنهم أقل من الاهتمام الصريح والمباشر بذواتهم المنفوخة على الفارغ، خصوصًا أنهم يدركون في قرارة أنفسهم ويعترفون لبعضهم البعض بأنهم مجرد ذيول أو مخالب قطط لقوى أكبر منهم تحركهم، وتتخذ منهم أقنعة وأدوات مقابل ثمن بخس يتمثل في إيوائهم وملء جيوبهم بالليرات والريالات والدولارات!
***
خير الكلام:
ــــــــــــــ
** الحقيقة أعظم سلاح وصاحب الحق سلطان!
* نقلًا عن صحيفة الأهرام