Close ad
25-11-2020 | 13:31

لم أطلع بعد على كتاب الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما الجديد، أرض الميعاد، الصادر قبل أيام. لكن إصداره ذكرَّنى بكتابه الأول الصادر عام 1995، أحلام من أبى - قصة عرق وإرث- ودفعنى إلى مقارنته مع كتاب نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس الذى صدر العام الماضى تحت عنوان: الحقائق التى نحتفظ بها .. حالة أمريكية.

يجمع الكتابان أنهما سيرة ذاتية لرجل وامرأة من ذوى البشرة السوداء، أو بالأحرى الداكنة ربما بحكم أصول كل منهما المختلطة. والد أوباما كان إفريقيًا من أصل كينى تزوج من ستانى آن دونهام ذات البشرة البيضاء. ووالدة هاريس شيامالا جوبالان هندية الأصل تزوجت من دونالد هاريس الذى وُلد ونشأ فى جامايكا التى تقع فى البحر الكاريبى.

كما يجمع بين المؤلفين أن كلاً منهما حاصل على درجة الدكتوراه فى القانون، وسياسى وصل إلى أعلى المراتب. ولكن ما يفصل بين الكتابين أن كتاب أوباما يحمل رسالة واضحة بشأن مسألة الأصل أو العرق، وقضية المساواة، ويتسم بالصراحة فى رواية سيرته وتاريخ أسرته، بينما ترسم هاريس فى كتابها الصورة التى تحب أن يراها الناس من خلالها، وتركز على حياتها المهنية والعملية أكثر من نشأتها.

وربما يعود هذا الاختلاف الكبير بين الكتابين-السيرتين إلى وقت إصدار كل منهما والظروف التى أحاطت كتابته. فقد كُتب أحلام من أبى فى آخر الثمانينيات، عندما كان أوباما فى كلية هارفارد للحقوق، وبُعيد انتخابه رئيسًا لمجلتها فى القانون، ونُشر عام 1994.

وكان أوباما متأثرًا فى ذلك الوقت بظروف نشأته فى مرحلة تصاعد المقاومة المدنية ضد العنصرية، وتجربة انتخابه أول رئيس أسود لمجلة هارفارد.

أما كتاب هاريس فقد صدر العام الماضى، ويبدو أنه كُتب على عجل استعدادًا لخوض حملة الانتخابات التمهيدية لاختيار مرشح الحزب الديمقراطى فى الانتخابات الرئاسية. ولذلك لا يخلو من دعاية مستترة يمكن ملاحظتها فى الصورة التى ترسمها لنفسها بوصفها سيدة قوية تفكر بطريقة علمية ولديها تجربة عملية ناجحة.

وبسبب هذا الاختلاف، سيبقى كتاب أوباما فى قلب ذاكرة التاريخ، بينما سيذهب كتاب هاريس إلى أحد هوامش هذه الذاكرة.

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث