Close ad
15-11-2020 | 13:08

احتفل حزب الوفد يوم أمس الأول (13 نوفمبر) بعيد الجهاد، إحياء لذكرى توجه مجموعة من الزعماء المصريين (سعد زغلول وعلى شعراوى وعبد العزيز فهمى) فى مثل ذلك اليوم من عام 1918 إلى دار الحماية البريطانية (السفارة البريطانية فيما بعد) للمطالبة باستقلال مصر عن بريطانيا . كان ذلك بعد أن انتهت الحرب العالمية الأولى وانتصار الحلفاء (بريطانيا وفرنسا وروسيا) على دول المحور (ألمانيا وتركيا والنمسا ) واتفاقهم على عقد مؤتمر للصلح فى باريس لتسوية أوضاع ما بعد الحرب.

فى نفس هذا العام (1918) ولد جمال عبد الناصر، أى أن طفولته ونشأته تزامنت فى الحقيقة مع بدء ونمو وتطور كفاح مصر من أجل الاستقلال، وإنهاء الحماية البريطانية عليهـا، بزعامة حزب الوفد وفى ظل المناخ الليبرالى الذى ساد فى تلك الفترة منذ إعلان مصر دولة مستقلة بناء على تصريح 28 فبراير 1922، ووضع دستور 1923. ووفقا لسيرة عبد الناصر فقد بدأ نشاطه السياسى المبكر فى سن الثانية عشرة (1930) فى مظاهرة من تنظيم مصر الفتاة قيل إنه لم يكن يعلم مطالبها، ولكن مشاركته الواعية كانت فى مظاهرة فى الذكرى السابعة عشرة لعيد الجهاد، فى 13 نوفمبر 1935 حيث كان هو أيضا فى السابعة عشرة من عمره. فى تلك المظاهرة أصيب عبد الناصر فى جبينه ونقل إلى جريدة الجهاد التى نشرت الخبر فى عددها اليوم التالى.

وفى العام التالى، 1936 عقد الوفد معاهدة 1936 مع بريطانيا بما أتاحته من فرصة لجمال عبدالناصر لدخول الكلية الحربية ، فى الثامنة عشرة، بعد أن أخفق فى دخولها من قبل. حقا إن عبد الناصر لم يكن وفديا، ولكن عبد الناصر دون شك هو ابن المرحلة الليبرالية التى ارتبطت بحزب الوفد. غير أن تلك النشأة لم تمنع عبدالناصر من رؤية مثالب الطبقة السياسية التى كان فى قلبها حزب الوفد، و من التحيز المباشر للطبقات الوسطى والدنيا التى لمس بحسه الوطنى الحرمان الذى عانته، فضلا عن توجهه السلطوى الذى دفعه للانفراد بالسلطة وتحقيق شعبية لم يسبقه إليها أحد!.


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة