Close ad
14-11-2020 | 15:51

دخلت بنسلفانيا التاريخ، بوصفها الولاية التى حسمت نتيجة أكثر الانتخابات الرئاسية أهمية وصعوبة، وأوفرها إثارة للمشاكل، فى تاريخ الولايات المتحدة.

انتخابات أُجريت فى ظل انقسام عميق غير مسبوق فى المجتمع الأمريكى منذ منتصف القرن التاسع عشر. وكان واضحًا منذ بداية حملتها وجود تقارب بين فرصتى المرشحين الأساسيين فيها جو بايدن ودونالد ترامب. كما كان معروفًا أن بضع ولايات لا يتجاوز عددها ستًا من أصل خمسين تُعد حاسمة فى تحديد نتيجتها، وهى ما يُطلق عليها الولايات المتأرجحة التى سبق أن كتبت عنها فى الاجتهاد المنشور فى 24 أكتوبر الماضى «المتأرجحون يحسمون».

ولكن كان صعبًا توقع أن هذه الولايات هى التى ستكون الحاسمة، إلى أن حققت بنسلفانيا الحسم فى 7 نوفمبر الحالى، أى فى اليوم الرابع بعد انتهاء يوم الاقتراع الرسمى. حتى صباح ذلك اليوم، كان بايدن قد ضمن ما بين 253 و264 مندوبًا ناخبًا كبيرًا فى المجمع الانتخابى، وصار فى حاجة إلى ما بين 6 و17 آخرين. وعندما أصبح فوزه فى بنسلفانيا مؤكدًا، أُضيف 20 مندوبًا آخر إلى رصيده، فصار فائزًا بأكثر من العدد المطلوب، وهو 270.

كان التنافس فى بنسلفانيا شديدًا، لأن الانقسام فى مجتمعها بالغ العمق. وخشى بعض أركان حملة بايدن أن تُضعف صراحته فى الحديث عن التوسع فى الطاقة الجديدة فرصته، لأن قطاعًا معتبرًا من العمال فى هذه الولاية يعملون فى صناعات تعتمد على الطاقة الأحفورية، وأهمها صناعة الحديد والصلب.

وكان هؤلاء فى مقدمة من تسببوا فى خسارة هيلارى كلينتون الانتخابات فى بنسلفانيا عام 2016. لكن بنسلفانيا عادت زرقاء كما كانت قبل تلك الانتخابات. وليست هذه المرة الأولى التى تدخل فيها بنسلفانيا التاريخ الأمريكى. كانت هى، أو بالأحرى فيلادلفيا أكبر مدنها، العاصمة الأولى للولايات المتحدة عندما قرر مؤسسوها العمل من أجل استقلالها عن بريطانيا عام 1870. وعُقد فيها الكونجرس الأول عام 1774. وفيها أيضًا صدر إعلان استقلال الولايات المتحدة فى يوليو 1776، ونوقشت وأقرت الوثائق الأولى لهذه الدولة حين كانت كونفيدرالية، وكذلك الدستور الأمريكى الذى حولها إلى فيدرالية عام 1787.

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة