Close ad
14-11-2020 | 12:05

لا يمكن أن أفترض التلقائية أو السذاجة، أو حتى التعصب التقليدى من بعض البسطاء، فى جريمتهم بالتطاول هذه الأيام على المسيحية ورموزها!

وإنما هى مؤامرة كبرى تدعمها أطراف قوية من وراء ستار، برغم أن الظاهرين كأنهم من عموم الناس! وإلا فما هو تفسيرك أن يبادر البعض على مواقع التواصل الاجتماعى، فجأة وبدون مناسبة، بـالاعتداء على المسيحية وبـالتهكم على المسيحيين، وبطرح اختلافات الإسلام مع أصولها اللاهوتية، ومهاجمة رموزها التى تحظى بقداسة لدى المسيحيين؟ ثم.

ولكى تكتمل الجريمة، يقارن هؤلاء بالإسلام ويؤكدون أنه الأفضل؛ وكأنهم لا يعرفون حقيقة أن أتباع كل دين، فى العالم وعبر التاريخ، يرون دينهم الأفضل! وكأنهم لا يدركون أن أقوالهم إذا نجحت فإنها سوف تدمر مساعى الرئيس السيسي ومؤسسة الأزهر، وكل جهود كبار المسئولين فى العالم الإسلامى، الذين يعملون بكل طاقتهم حالياً، من أجل حماية الإسلام ورموزه من حملات التطاول والسخرية فى الغرب!

وهى، بالمناسبة، مساعٍ تتجاوب مع مشاعر هؤلاء التى تتأذى من التطاول على الإسلام فى الوقت الذى يعتدون فيه على المسيحية والمسيحيين!! كما أنهم يعارضون صراحة السياسة الرسمية للدولة التى تعمل على حل مشاكل موروثة مثل بناء الكنائس..إلخ.

من حق المواطنين، المسلمين والمسيحيين، أن يطالبوا أجهزة الدولة بأن تطبق مبدأ المساواة الدستورى، بـإنفاذ القوانين التى تدين ازدراء الأديان فى هذه الحالة، بحماية المسيحية ورموزها بمثل ما تعمل على حماية الإسلام ورموزه، وبأن يكون التعامل مع مطلبهم منجزاً وسريعا، وبأن ينال المخطئ عقابه، سواء ممن بادر بالعدوان أو من المسيحيين الذين اندفعوا فى الرد عليه بالمثل، وبأن تُعلَن النتائج على الرأى العام، لكى يُرَد الاعتبار لجميع المواطنين، ولكى يرتدع من يظن أنه يمكنه أن يفلت بجريمته.

لقد أدرك أعداء مصر، الراغبون فى هدم استقرارها وعرقلة نهوضها، أن سلاحهم فى الإيذاء هو إشعال الفتن الطائفية بين المسلمين والأقباط، بعد أن تبين لهم فشلهم الذريع فى النفخ فى هدر الحقوق السياسية وتقييد حرية التعبير وظلم الفقراء والتأخر فى التعليم والصحة..إلخ.

كلمات البحث
الأكثر قراءة