Close ad
12-11-2020 | 11:54

لعلنا نتفق بداية على أن قوة الدول فى هذا العصر الذى نعيش فيه ليست إلا انعكاسا لحقيقة مصادر القوة الذاتية التى تفرض نفسها على أرض الواقع من خلال صناعات قوية وزراعات حديثة متطورة مع جبهة داخلية موحدة تشكل رصيدا من الموارد البشرية المؤهلة للتعامل مع المخاطر ومع التحديات فى كل المجالات داخليا وخارجيا!

وليست العلاقات الدولية بين الأمم وبعضها إلا انعكاسا لمخزون القدرة على تبادلية المصالح التى ترتكز فى المقام الأول إلى مناعة القوة الاقتصادية الذاتية التى تمثل سياج الحماية ودرع الصمود فى وجه أي ضغوط سواء كانت ضغوطا سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.

وإذا كان هناك من إنجاز عظيم بالمفهوم الإستراتيجى قد نجحت مصر فى تحقيقه خلال السنوات الست الأخيرة مع حكم الرئيس السيسي إلى جانب ورشة العمل والبناء والتنمية الموازية للجراحة العاجلة فى الساحة المالية والاقتصادية فإن هذا الإنجاز العظيم يتمثل فى صحة الإدراك المبكر لأهمية إعادة البناء السليم للقوة الذاتية لمصر سياسيا واقتصاديا واجتماعيا كخيار حتمى ووحيد لضمان عدم الاضطرار إلى الانحناء أمام أى ضغوط محتملة يمكن أن يفكر أى أحد فى استخدام أسلحتها لترويض مواقفنا بعيدا عن الثوابت الإستراتيجية والأهداف والمقاصد الوطنية المشروعة.

وبودى أن يدرك المتخوفون من حدوث متغيرات فى السياسة الأمريكية مع مصر خلال السنوات المقبلة أن مصر كانت متحسبة لكل الاحتمالات بإستراتيجية السباق مع الزمن لاستكمال بناء القوة الذاتية والتى نلحظ جميعا أنها تكبر وتنمو مع كل يوم لصنع قدرة غير عادية على مواجهة ظروف غير عادية قد تنشأ فجأة بفعل أى متغيرات قد تحدث فى هذه الساحة أو تلك!

وبمقدورى أن أقول اليوم وبكل اطمئنان وبغير تعلل بالأمانى أو دون تعلق بالأوهام إنه لا خوف على مصر التى تدير سياستها بكل أدوات العقل والمنطق والحكمة بثبات ورباطة جأش بعيدا عن تعاطى السياسة بالخطابات الرنانة والانفعالات العاطفية والصراخ الهستيرى الذى هو سلاح الضعفاء عندما يتعرضون للأزمات.. وأؤكد مرة أخرى أن مصر القوية لا خوف عليها!

وفى رأيى أننا فى لحظة من اللحظات التى تمثل اختبارا حقيقيا لحجم ما أنجزناه على طريق بناء القوة الذاتية بالتوازى مع تقديرات سياسية صحيحة تتحسب دائما لكل الاحتمالات وتجنبنا شرور المفاجآت!

والدولة التى لم ترهبها الضغوط عقب ثورة 30 يونيو 2013 أصبحت اليوم أشد قوة وأكثر قدرة على رفض أى ضغوط يراد تصديرها لنا قبل الأوان!

خير الكلام:

<< عليك أن تواجه خصمك بالسلاح الذى يخشاه وليس بالسلاح الذى تخشاه أنت!

[email protected]

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة