أخيرا..، سلم الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب فعليا بهزيمته أمام جو بايدن الذى أصبح الرئيس السادس والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، والذى سوف يتم تنصيبه فى 20 يناير من العام المقبل.
حقًا، لم يسلم ترامب علنا بهزيمته حتى الآن، ولكن هذا لا ينفى بأى حال أن ولايته قد انقضت فعليا. وعلينا نحن فى مصر أن نقول وداعا مستر ترامب، وأن نرحب بالقادم الجديد الذى اختاره الشعب الأمريكى رئيسا له. حقا، كانت مشاعر ترامب ودية تجاه مصر ورئيسها، وهذا أمر جعل غالبية المصريين فيما أعتقد تتحيز لترامب وتتوقع أو ترجو نجاحه.
لكن هذا لا يعنى أن تختلف على نحو ملحوظ توجهات بايدن إزاء مصر عن سلفه، وذلك لأمر بسيط وبدهى، وهو أن السياسة الخارجية الأمريكية تسهم فى صنعها قوى ومؤسسات متعددة وراسخة، حتى وإن تأثرت بميول وتوجهات الرئيس الأمريكى. تشمل هذه القوى و المؤسسات وزارة الخارجية، ووكالة المخابرات المركزية ووزارة الدفاع، ومراكز الأبحاث والمعاهد المتخصصة، والأحزاب السياسية التى تنشط مباشرة ومن خلال ممثليها فى مجلسى السلطة التشريعية (النواب والشيوخ) وكذلك جماعات الضغط ، فضلا بالطبع عن أجهزة الإعلام والصحافة وكل المؤسسات المعبرة عن الرأى العام إزاء قضايا أو مشكلات معينة.
ولذلك فإن تصور حدوث تغييرات جذرية فى السياسة الأمريكية تجاه مصر، بعد انتهاء ولاية ترامب، أمر مستبعد إلى حد بعيد. إن مصر أكبر من أن تتأرجح توجهات الدول الأخرى إزاءها باستمرار رئيس أو مغادرة رئيس.
وفى هذا السياق يحق لنا أن نقول وداعا مستر ترامب، وشكرا على مشاعرك الطيبة إزاء مصر وشعبها ورئيسها. وأن نخاطب جون بايدن مقدرين اختيار الشعب الأمريكى له، ونقول له مرحبا مستر بايدن.
أما الذين اعتادوا على قياس مواقف الرؤساء الأمريكيين إزاءنا بموقفهم من إسرائيل أقول لهم كلا الرجلين تسابق فى إظهار الولاء لها، وعليهم أن ينحوا ذلك العنصر جانبا فى تقييمهم أو مفاضلتهم بين الرئيسين!.
* نقلًا عن صحيفة الأهرام