Close ad

نحن وأمريكا .. ترامب أو بايدن!

7-11-2020 | 09:20

فجأة ودون سابق ترتيب وجدت نفسى مشدودا بعنف نحو التطورات المتسارعة فى أزمة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وأظن أن ذلك لم يحدث معى فقط وإنما فى العالم كله، وبالنسبة لى كمراقب يتحتم عليه أن يتابع الأحداث لحظة بلحظة فقد تغير نظام حياتى ولم يعد هناك ليل أو نهار بسبب فروق التوقيت، ومن ثم فإننى كنت أغفو لبضع دقائق ثم أهب مستيقظا لأرد على تساؤلات العديد من الزملاء والأصدقاء الذين شغلت هذه التطورات أحاديثهم وأفكارهم من منظور الفهم الصحيح إلا أن ذلك الحدث ليس شأنًا أمريكيًا، وإنما هو شأن يهم كل العالم وفى المقدمة شعوبنا العربية والإسلامية.

والحقيقة أن نظرتنا إلى تطورات هذه الأزمة ينبغى أن تكون نظرة موضوعية وعميقة تتجاوز حدود القياسات الضيقة، لأن السياسة الأمريكية ومهما يكن من دور البيت الأبيض فى توجيه دفتها فإن الرئيس الأمريكى - أيا يكن اسمه ــ ليس هو المايسترو الوحيد الذى يقود الأوركسترا السياسية التي تعزف الألحان فى فضاء السياسة الخارجية، فضلا عن أن جانبًا كبيرًا من محددات التوجه الإستراتيجي تجاه أي قضية عالمية يتأثر سلبًا وإيجابًا بقوة أو ضعف الأطراف المباشرة الفاعلة فيها.

وسواء تم حسم الأمر لصالح استمرار ترامب أو لمجيء جو بايدن ساكنًا جديدًا فى البيت الأبيض، فإن صلابة الموقف المصري هو العامل الحاسم لحماية كل المكاسب التي حققناها مع واشنطن فى السنوات الأخيرة، وينبغي علينا الحفاظ عليها ومواصلة التقدم لما بعدها بالإبقاء على قنوات الاتصال مفتوحة لتعميق الحوار الإستراتيجي الذي يضمن تجنب الصدام بين واشنطن والقاهرة مهما تكن الظروف.

وعلينا أن ندرك أن المسألة أكبر من علاقات تخص مصالح مصر وأمريكا فقط، وإنما تتعلق بالمنطقة التى تعيش فيها، وتمثل مصر دور القيادة المتقدمة لهذه المنطقة – بحكم سوابق التاريخ وثوابت الجغرافيا – مع أهمية إدراك أن هذه المنطقة تعج بمشاكل معقدة منها عوامل تاريخية ودينية وإنسانية، وتحوي اتجاهات وآراء متعددة ومتصارعة ناجمة عن إرث ثقيل من الصراعات والحروب التى سالت فيها دماء غزيرة وأسهمت ماكينات الإعلام المسمومة فى خلط الأوراق، خصوصًا فى السنوات العجاف التى أعقبت عواصف الفوضى بعد أحداث 25 يناير 2011 حتى تتوه الحقائق ويصبح من الصعب على من هم من خارج المنطقة أن يحددوا أين الصواب وأين الخطأ؟

وظنى أن الخطوط العريضة للسياسة المصرية منذ مجيء الرئيس السيسي قادرة على التعامل مع أى متغيرات داخل البيت الأمريكي تحت رايات الكبرياء الوطنية كعنوان مميز لمصر الجديدة!

خير الكلام:

<< العلاقات الدولية مثل المد والجذر في طبيعة البحر!

[email protected]

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث