أعتقد أن أعظم رد على هؤلاء المسيئين إلى النبي محمد "صلى الله عليه وسلم" هو التمسك بأخلاقه وأفعاله.
أخلاق الرسول "عليه الصلاة والسلام" هي التي جعلت جاره اليهودي يؤمن بـرسالة الإسلام، بعد أن سأل النبي عن هذا الجار الذي كان يؤذيه.
أخلاق النبي هي تطبيق عملي للآية الكريمة «... وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ...».
هكذا خاطبه رب العزة سبحانه وتعالى، وهكذا كانت سيرة النبي، وسلوكه في التعامل مع أصعب المواقف، وأعقدها.
حينما تعرض الرسول "عليه الصلاة والسلام" للأذى في الطائف نزل عليه سيدنا جبريل، مخاطبًا إياه بأنه جاء لنصرته بأمر من الله سبحانه وتعالى، وأنه لو أراد- النبي- الانتقام من أهل الطائف، حتى لو كان ذلك بهدم الجبال فوق رءوسهم، لفعل.
كان رد فعل الرسول "صلى الله عليه وسلم" رائعًا حينما دعا وقال: «اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون».
هذه هي أخلاق النبي محمد "عليه الصلاة والسلام"، التي كانت نتيجتها انتشار الإسلام ليس في الطائف فحسب، ولكن في الجزيرة العربية كلها، وفي بقاع العالم المختلفة، وامتدت الفتوحات الإسلامية إلى إفريقيا، وأوروبا، وآسيا.
كانت أخلاق الرسول "صلى الله عليه وسلم" هي سلاح المسلمين القوي، الذي فتح ماليزيا وإندونيسيا... والعديد من دول العالم شرقه وغربه، دون أن يذهب جندي واحد لفتح تلك البلدان.
أعتقد أننا مطالبون الآن بالعودة إلى أخلاق النبي "عليه الصلاة والسلام" للرد على تفاهات وإساءات الموتورين من أعداء الإسلام، ليموتوا بغيظهم، أما الانفعال، والعنف، واللجوء إلى أسلوبهم في البذاءات، فهو أمر، في اعتقادي، يخالف أخلاق الرسول الكريم "صلى الله عليه وسلم".
* نقلًا عن صحيفة الأهرام