Close ad
26-10-2020 | 08:34

شاهدت على امتداد ساعة ونصف الساعة آخر مناظرات الانتخابات الأمريكية بين ترامب وبايدن وقد جاءت فى وقت متأخر ورغم هذا قدمت نموذجاً فريداً فى الحوار وقوة المواجهة .. 
 
أعترف أنها كانت شيئا فريداً ومختلفا، بداية لفت نظرى اللياقة البدنية التى يتمتع بها المرشحان وكلاهما تجاوز السبعين من عمره ولم يشعر أحدهما بالتعب أو الإرهاق .. وكانت لديهما قدرة واضحة على التركيز والمناورة وكان هناك قدر من الاحترام والتقدير المتبادل حتى فى أكثر القضايا حساسية وهى الجوانب المالية والعلاقات التجارية وكلاهما متورط فيها .. 
 
لم يكن ترامب أكثر ثقة وإن كان الرئيس.. وكان بايدن هادئا وترامب يوجه له الاتهامات حول علاقات ابنه التجارية مع أوكرانيا .. أخذت قضية كورونا وقتا طويلا وكان بايدن متفوقا على ترامب وهو يؤكد جوانب القصور فى إدارة هذه الكارثة وأن إدارة الرئيس ترامب لها لم يكن على مستوى المسئولية ومازالت هذه الكارثة تمثل تهديدا للملايين من الشعب الأمريكى .. إذا كان ترامب قد تعرض لعلاقات عائلة بايدن مع أوكرانيا، فقد هاجم بايدن ترامب فى علاقته التجارية مع الصين .. وقد تعرضت المناظرة لاتهامات كثيرة متبادلة خاصة الأنشطة التجارية التي يمارسها الرئيسان مع دول أجنبية.. 
 
كان الوضع الداخلى فى أمريكا مسيطراً على المناظرة خاصة قضايا التأمين الصحى والبطالة وكارثة كورونا وهى قضايا يصعب الحسم فيها .. لا شك أن المناظرة كانت صورة حية للحوار الراقى بين مرشحين لأكبر قوة فى العالم .. ومهما قيل عن كل ما شهدته أمريكا من تحولات سلبية إلا أن نموذج المناظرة يؤكد أنها مازالت تتمتع بصيغة فريدة فى الاختلاف ولغة الحوار.
 
كان من الصعب أن تختار بين المرشحين، فقد كان بايدن مقنعا وهو يتصدى لهجمات ترامب وكان الرئيس ترامب فى أحسن حالاته ثقة وهدوء أعصاب وحديثا .. إن هذه المناظرة وضعت الناخب الأمريكى فى موقف صعب أمام مرشحين كانا على درجة كبيرة من الوعى والمسئولية وعلينا أن ننتظر من منهما سيكون رئيس أمريكا القادم.
 
* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة