Close ad
26-10-2020 | 07:13

ليس من الحصافة أخذ كلام ترامب على محمل البراءة، عندما قال إن الأمر قد ينتهى بالقاهرة إلى أن تـنسف سد النهضة الإثيوبي! وأضاف أنه لا يمكن لوم مصر على شعورها ببعض الاستياء من موقف إثيوبيا فى بناء السد!

ورغم خطورة الكلام، وبرغم أنه سابقة فى تصريحات كبار المسئولين حول العالم فى هذا الملف، فقد قاله بنبرة هادئة، قد يَفهم البعض منها أن الرئيس الأمريكى لا يُمانع إذا أقدمت القاهرة على هذه الخطوة، خاصة أن هذا الكلام جاء فى سياق انتقاده الشديد لإثيوبيا بشكل غير مسبوق، بأنها انتهكت الاتفاق الذى توصل هو إليه، بينها وبين مصر والسودان، وقوله إنه ما كان ينبغى لإثيوبيا أن تفعل هذا، فقد كان خطأ كبيراً، وقال إن هذا دفعه لقطع التمويل عنها، وأضاف أن الإثيوبيين لن يروا تلك التمويلات أبداً ما لم يلتزموا بالاتفاق.

بغض النظر عن الجزء الخاص بـنسف السد، فإن باقى كلام ترامب من القوة التى تفيد مصر فى سياستها الرشيدة فى حل المشكلة عن طريق الضغوط السياسية على إثيوبيا وعزلها فى ركن ضيق، والعمل على أن يزداد ضيقاً، فى وقت تكتسب فيه مصر مؤيدين أقوياء، وتأييدا سياسيا وإعلاميا قويا، مثل كلام ترامب الأخير.

وفى كل الأحوال، فإن العمل على دفع مصر إلى عمل عسكري، حاولته وفشلت فيه فضائيات الإخوان وأخواتها، التى كانت تشن حملات استفزاز مكثفة يومية توهمت أنها يمكن بها أن تهيئ مصر للتورط فى ضرب سد إثيوبيا، بهجومها الشديد ضد مصر بزعم أنها تتقاعس عن الدفاع عن حقها فى مياه النيل، وأنها تركت إثيوبيا تبنى السد فى أمان، وأنها حتى الآن لا تحرك ساكناً..إلخ.

أضِف أيضاً أن كلام ترامب عن نسف السد له شبيه منذ سنوات قليلة، وإن كان أبسط، فى مضمونه وهدفه وفى مستوى قائله، عندما نجحت السفيرة الأمريكية فى بغداد عام 1990 بأن تعطى لصدام حسين إيحاء بعدم اهتمام واشنطن إذا غزا الكويت وضمها إلى العراق! وبقية الحكاية المأساوية معروفة!

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث