Close ad
24-10-2020 | 02:47

سيكون أردوغان معذوراً، عندما يدرك مدى تفاقم أزمته ويزداد قلقه، من نتائج لقاء القمة الثلاثية بقبرص الأربعاء الماضى، بين الرئيس السيسي والرئيس القبرصي ورئيس وزراء اليونان، برغم صعوبة البحث عن ذكر اسمه صراحة فى البيانات الرسمية الصادرة عن هذا اللقاء، لكنه سيجد نفسه وارداً بشدة فى الكلام المسكوت عنه، عندما يمرر السياسيون آراءهم ومقاصدهم السياسية فى تضاعيف كلامهم فى سياق آخر.

وهذه مجرد إشارات قليلة من ورود سيرته: أنظر إلى إشادة القمة بالجهود المصرية، منذ العام 2016، لمواجهة ووقف تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، خاصة أن مصر لم تلجأ فى أى مرحلة لاستخدام هذه المسألة كورقة للتفاوض أو الابتزاز مع الشركاء الأوروبيين لتحقيق استفادة مادية أو سياسية. وكما ترى، فإن أردوغان يرى نفسه بوضوح فى هذه العبارة بأنه هو المقصود ضمنياً بالانتقاد، لأنه هو الذى يبتزّ أوروبا ليحقق مكاسب تحت عنوان أنه يحميها من الهجرة غير الشرعية.

ومن سوى إردوغان المقصود بعبارة: أن الزعماء الثلاثة يدعون إلى التصدى للدول التى تدعم التطرف وتسلح وتمول الإرهاب، وتنقل المقاتلين الأجانب إلى مناطق النزاعات، وتمارس الاستفزاز فى انتهاك القانون الدولى، وتهدد باستخدام القوة والتعدِّى على الحقوق السيادية لـدول الجوار؟!

وهناك ضربتان قويتان أخريان فى سياسة أردوغان، هما أوضح ما يكون فى تصريحات الرئيس السيسي، كانت الأولى عندما تحدث عن الأزمة السورية، وقال إن استئناف الحوار بين كل الأطراف على أساس قرار مجلس الأمن رقم 2254، يمثل المرجعية الرئيسية للتسوية السياسية، معرباً عن إدانته لأى تواجد عسكرى غير مشروع على الأراضى السورية، أو مساع لتغيير التركيبة السكانية فى الشمال السورى، مجدداً التأكيد على دعم وحدة سوريا وسلامتها الإقليمية.

وأما الضربة الأقوى التى تطعن الحلم القديم الذى توارثه أردوغان عن أسلافه، فكانت عندما أعلن الرئيس السيسي عن دعم مساعى الجمهورية القبرصية، الرامية لإيجاد تسوية شاملة ودائمة للقضية القبرصية استناداً إلى قرارات مجلس الأمن الدولى ذات الصلة، على نحو يؤدى إلى إعادة توحيد شطري الجزيرة مرة أخرى.

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة