جهد أكثر من رائع، بذلته كالعادة الشئون المعنوية فى الندوة الـ«32»، التي عُقدت يوم الأحد الماضى بمناسبة الذكرى الـ«47» لحرب أكتوبر المجيدة.
الشئون المعنوية تقوم بدور رئيسي ومحوري في مجابهة تزييف الوعى بعمل شاق ومنهجى لتوضيح الحقائق وتوفير المعلومات أمام الرأي العام.
لفت انتباهي الفيلم التسجيلي «مصر الماضي والمستقبل» الذي عرضته الشئون المعنوية ضمن فعاليات الندوة.
الفيلم ذهب إلى عام 1925، الذي حصلت فيه القاهرة على وسام «أجمل مدينة في حوض البحر المتوسط وأوروبا»، حيث كانت تضاهي أحدث المدن الأوروبية, بل تفوقها جمالًا وتألقًا.
ليس هذا فقط، لكن الوضع الاقتصادى لمصر كان فى أفضل حالاته، حيث قامت القاهرة بتقديم مساعدات اقتصادية، خلال الحرب العالمية الأولى، إلى بلجيكا.. وغيرها من الدول الأجنبية، من منطلق إنساني.
الفيلم تطرق، بسرعة، إلى أسباب التراجع الاقتصادي، الذي تعمق مع نكسة 1967، حيث قامت الدولة بتوجيه معظم مواردها إلى الإعداد للحرب؛ مما أثر سلبيًا على كل الأوضاع الاقتصادية، وتراجع البنية الأساسية.
المشهد نفسه تكرر، تقريبًا، بعد محاولات إسقاط الدولة، ونشر الفوضى، وسيطرة الإخوان على الحكم في مصر بعد 2011.
انتشرت الفوضى، والانفلات، وتوقفت حركة العمل والإنتاج، وتم استنزاف احتياطيات الدولة من العملات الأجنبية، حتى قامت ثورة 30 يونيو 2013، التي بدأ معها تغيير المسار، واستعادة تصحيح الأوضاع الاقتصادية، والسياسية، والأمنية.
مسيرة صعبة خاضها الشعب المصري، والمهم الآن كيفية الحفاظ على ما تحقق من إنجازات، وزيادة معدلات التنمية خلال المرحلة المقبلة.
* نقلًا عن صحيفة الأهرام