Close ad
12-10-2020 | 15:30

السيد بنيامين نيتانياهو، رئيس وزراء إسرائيل

أكتب هذه الرسالة إليك تعقيبا على التصريحات التى نسبت إليك مؤخرا حول حرب أكتوبر (يوم كيبور) عام 1973 والتى قلت فيها «رغم الموقف الضعيف فى بداية الحرب، قلبنا الموازين رأسا على عقب وحققنا النصر». إننى ابتداء أتفهم ضيقك من حديثنا عن الحرب فى أجواء حالة سلام رسمية ومستقرة بيننا، ولكن تذكر أننا لانفخر ولانحتفل باحتلال أرض غيرنا، نحن فقط نحتفل بتحرير أرضنا، بكل شبر فيها، هذا حقنا وواجبنا. ثانيا، ارضنا تلك التى حررناها هى أرض مصر ياسيد نيتانياهو، والتى يفترض أنك كيهودى مثقف، درست التاريخ وتقرأ التوراة، تعرفها جيدا.

ثالثا، تحدثت فى العبارة المنقولة عنك عن «الموقف الضعيف فى بداية الحرب» وهذا تعبير مراوغ عن الهزيمة المرة التى خسرت فيها إسرائيل وفق كل المراجع المحايدة مايقرب من عشرة آلاف قتيل و20 ألف جريح وتدمير أكثر من ألف دبابة، وأسر عدد آخر، وإسقاط ما يقرب من 370 طائرة و25 مروحية. رابعا، تقول ياسيد نيتانياهو إنه «فى غضون ثلاثة أسابيع ... وقف مقاتلونا على أبواب القاهرة ودمشق»! إنك تقصد هنا ثغرة الدفرسوار التى تسللت منها القوات الإسرائيلية فيما سماه الرئيس الراحل أنور السادات بالعملية التليفزيونية! وارجع إلى ما حدث من وقائع دولية مهمة فى تلك الفترة، بما فى ذلك إعلان واشنطن حالة التأهب النووى.

أما الوقوف على أبواب العواصم فهو كلام دعائى فج لايليق يذكرنى بمحاولة هتلر دخول موسكو فى الحرب العالمية الثانية بكل قواته الهائلة، فكان فشله فى تلك المحاولة بداية اندحاره وهزيمته النهائية.وأخيرا أرجو أن تستمع الآن للكلمات العاقلة من رئيس أركان الجيش الإسرائيلى الحالى بينى جانتز الذى نصحك مؤخرا قائلا بشأن مواجهتكم الفاشلة لجائحة كورونا َ«إن إسرائيل-مرة أخرى- تجد نفسها غير مستعدة فى مواجهة الجائحة تماما مثلما حدث فى أكتوبر 1973»!


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
جيلنا!

لدى إحساس عميق أن الجيل الذى أنتمى إليه (وأنا من موليد 1947)، فى مصر وفى العالم كله، شهد من التحولات والتطورات، ربما مالم يشهده أى جيل آخر فى تاريخ البشرية..