Close ad
4-10-2020 | 14:50

لو أن كاتبًا أو مُحللاً توقع، قبل سنوات قليلة، حدوث أزمة عقب انتخابات رئاسية فى الولايات المتحدة، وتعثر عملية تسليم السلطة إلى رئيس منتخب، لصُنف توقعه فى باب الخيال. غير أن هذا الخيال يمكن أن يصبح واقعًا بعد شهر فى حالة فوز مرشح الحزب الديمقراطى جو بايدن بأغلبية محدودة، أو غير حاسمة. تفيد المؤشرات, التى يسهل استنتاجها من خطاب الرئيس ترامب مرشح الحزب الجمهورى, أنه سيرفض مثل هذه النتيجة، بدعوى وجود أخطاء وحدوث تلاعب فى بطاقات الاقتراع المرسلة بواسطة البريد، والتى يُتوقع أن يكون عددها أكبر مما كان فى أى انتخابات سابقة بسبب فيروس كورونا.

ما كان خيالا يبدو الآن احتمالا كبيرا قابلا للتحقق بطريقة قد تتجاوز أى خيال سياسى. مُتوقع جدًا أن يرفض ترامب نتيجة الانتخابات، ويطعن فيها، وربما يحشد أنصاره لمنع تسليم السلطة إلى المرشح الفائز. وقد بدأ فعلا فى الحديث عن وجود أخطاء بسبب عدم اختبار قدرة مكاتب البريد على التعامل مع أعداد غير مسبوقة من بطاقات الاقتراع، واتهام أنصار بايدن بأنهم سيتلاعبون فى بعض هذه البطاقات لتغيير نتيجة الانتخابات.

وسيواصل ترامب حملته هذه، ويُصعَّدها تدريجيًا بحيث تبلغ ذروتها عند ظهور مؤشرات النتيجة فى ضوء أرقام فرز الأصوات المبكر فى جميع الولايات، إذا تبين له أنه خاسر. وسيستغل حالة عدم اليقين المترتبة على التأخر الاضطرارى المتوقع فى إعلان اسم الفائز اعتمادًا على نتائج الفرز المبكر بسبب الارتفاع الكبير فى معدلات التصويت بواسطة البريد. سيكون صعبًا هذه المرة معرفة من الفائز فى نهاية يوم الاقتراع (3 نوفمبر المقبل)، بخلاف ما كان معتادًا فى أى انتخابات سابقة.وربما يطعن فى النتائج قبل إكمال عملية الفرز، على نحو يُحدث ارتباكًا يتيح له ذريعة إضافية لرفض تسليم السلطة، أو المطالبة بإعادة الانتخابات. وفى هذه الحالة، ستكون الأغلبية الجمهورية الحالية فى مجلس الشيوخ أمام اختبار تاريخى، لأن هذا المجلس يستطيع عزل ترامب إذا رفض الاعتراف بنتيجة الانتخابات. فهل تنحاز إلى الشعب ومصلحة الدولة، أم إلى رئيس مرشح عن حزب تنتمى إليه؟.



نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة