لا تحظى كرة القدم الألمانية بشعبية فى العالم، بخلاف الإنجليزية والإسبانية. ربما تعود قلة الاهتمام بها إلى اعتمادها على اللياقة المرتفعة أكثر من اللعب الجميل. وقد يرجع ذلك أيضًا إلى قلة اللاعبين الأجانب فى الدورى الألمانى، رغم أن عددهم ازداد فى السنوات الأخيرة. وفى صفوف العملاق بايرن ميونيخ الذى حصل على أربعة ألقاب فى الموسم الأخير 2019/2020 عدد منهم، بينهم ثلاثة على الأقل مشهورون عالميًا هم الإسبانى مارتينيز، والفرنسى كومان، والبرازيلى كوتينيو. لا يلقى هذا الفريق العملاق المثير للإعجاب التقدير الذى يستحقه فى أوساط جمهور الكرة ومحبيها، سواء فى أوروبا، أو فى العالم، رغم الإنجازات الكبيرة التى يحققها، وآخرها فوزه برباعية فى الموسم الأخير، بعد أن نال لقب السوبر الأوروبى فى مباراته أمام فريق إشبيليه الإسبانى على ملعب بوشكاش فى بودابست قبل أيام.
رباعية كان ممكنًا أن تجعل فريقًا إنجليزيًا أو إسبانيًا أو حتى إيطاليًا ملء السمع والبصر، وحديث النقاد الرياضيين والجمهور فى أنحاء العالم، خاصًة فى البلدان التى تحظى الكرة الأوروبية باهتمام متزايد بها، وتُشكل فيها روابط لمشجعى بعض الأندية مثل برشلونة وريال مدريد وليفربول ومانشستر سيتى. فليس أمرًا بسيطًا أو متكررًا أن يحصل فريق على بطولتى الدورى والكأس فى بلده، وبطولتى دورى أوروبا والسوبر الأوروبى، فى موسم واحد. ولا يقل أهمية عن هذا كله الأداء العالى والتفوق الكبير فى مباريات صعبة أمام فرق أندية أوروبية تحظى باهتمام عالمى أكثر مما يلقاه بايرن ميونيخ، مثل باريس سان جيرمان الذى واجهه فى نهائى دورى الأبطال فى 23 أغسطس الماضى. وليس غريبًا، والحال هكذا، أن يكون اثنان من لاعبيه ضمن الثلاثة الذين أعلن الاتحاد الأوروبى لكرة القدم يويفا فى 23 سبتمبر الحالى أنهم مرشحون لنيل جائزة أفضل لاعب لموسم 2019/2020، وهما مانويل نويل وليفاندونسكى، إلى جانب لاعب مانشستر سيتى كيفين دى بروين، بينما خلت هذه القائمة المختصرة من لاعبين أكثر شهرة مثل ليونيل ميسى وكريستيانو رونالدو. عملاق مازالت شعبيته محلية رغم أفضليته على أندية تحظى باهتمام عالمى.
نقلا عن صحيفة الأهرام