Close ad
29-9-2020 | 09:06

يوم أمس الأول (27/9) احتفل محرك البحث على الإنترنت جوجل بالذكرى الثانية والعشرين لمولده.

لقد أصبح جوجل هو الأداة الأولى بلا منافس للبحث على الشبكة العنكبوتية. إن جوجل تجسد على نحو مذهل أوضح و أقوى تجسيد لثورة المعلومات التى غيرت بحق وجه العالم. وربما كان أفضل من يعرفون قيمة جوجل هم الباحثين المحترفين من أمثالى!

إننى أتذكر كم المعاناة التى كنت أتكبدها فى البحث عن المعلومات من خلال التنقيب فى المراجع والكتب منذ أن كنت طالبا فى الجامعة وحتى الحصول على الدكتوراه؛ سواء فى مكتبة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، أو فى مكتبة جامعة القاهرة أو الجامعة الأمريكية أو فى دار الكتب (بمقرها الأصلى فى باب اللوق، أو الجديد على كورنيش النيل) أو المكتبة البريطانية التى كانت موجودة فى جاردن سيتى...إلخ، متسلحا بكارنيهات تلك المكتبات التى يلزم بالطبع تجديدها كل حين.

لقد أتت الإنترنت، ومن خلال محركات البحث عليها التى تعددت فى البداية قبل أن يتربع جوجل على عرشها بلا منافس تقريبا... أقول أتت لتقلب ذلك الوضع كله رأسا على عقب، وليشهد جيلنا ثورة معلوماتية غير مسبوقة فى التاريخ البشرى.

لقد أضحت المشكلة فى ظل تلك الثورة ليست هى البحث عن المعلومة، وإنما هى الوصول للمعلومة الأصح والأدق من بين ملايين المعلومات التى تتدفق إليك، وهنا تتدخل الخبرة الخاصة لتدقق، وتنقح، وتختار!. غير أن جوجل لم تقدم لنا فقط تلك الإمكانية المذهلة للبحث؛ ولكنها قدمت لنا أيضا بريدها الإلكترونى الذى غير تاريخ البريد والتواصل بين البشر، وخرائط جوجل المدهشة، واليوتيوب ووثائق جوجل... إلخ.

بقى أن أذكر أن جوجل التى تعد الآن إحدى أكبر شركات التكنولوجيا المعرفية فى العالم هى من ابتكار طالبين شابين فى جامعة ستانفورد الأمريكية بدآ عملهما فى المدينة الجامعية، ثم فى جراج فى كاليفورنيا... إنها قصة رائعة تجسد عظمة المجتمعات التى توفر لأبنائها فرص التفكير والإبداع والاستثمار بلا عوائق أو قيود!

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
جيلنا!

لدى إحساس عميق أن الجيل الذى أنتمى إليه (وأنا من موليد 1947)، فى مصر وفى العالم كله، شهد من التحولات والتطورات، ربما مالم يشهده أى جيل آخر فى تاريخ البشرية..