دون مبالغة أستطيع القول إن أصحاب المبانى القديمة ـ وهم بشر ـ يحلمون كما قلت فى عمود بين نارين الذى نشر فى هذا المكان يوم 8 سبتمبر بأن يصحوا على خبر انهيار مبانيهم المؤجرة بإيجارات لا تشترى طبق فول وبالتالى يستطيعون إعادة بنائها ودخول أبواب أصحاب الملايين . وقد أشرت إلى العمارة 52 بشارع قصر النيل الملاصقة للعمارة 50 التى كشف محرر الأهرام هشام زكى عن أنها عمارة بالغة الجمال من الخارج بالغة التعرض للانهيار من الداخل يشهد على ذلك صورة العمارة من الداخل وقد أصابها العفن والتملح .
وردا على ماذكرت تلقيت هذه الرسالة من الأستاذ أشرف شكرى مالك العمارة الذى يقول فى رسالته: اشكر سيادتكم شكرا جزيلا على المقال الرائع كالعادة ، ولكن لى اعتراض على فقرة واحدة وردت فيه وهى «أن مالك هذه العمارة مثله مثل آلاف الملاك الذين يتمنون انهيارها. إننى أتشرف بانى مالك هذا العقار الذى يعود تاريخ بنائه الى عام 1925، وحيث إننى أعشق المبانى التراثية وأمتلك العديد من هذه المبانى التراثية التى اشتريتها بالأساس للحفاظ على تراثها المعمارى الفريد فى مناطق الكوربة ووسط البلد. و الحمد لله لاقت اعمالنا استحسان كل المهتمين بالتراث المعمارى الفريد كالدكتورة سهير حواس والدكتوره ريهام عرام و غيرهما .و أود ان اعلم سيادتكم أنه فى حالة انهيار العقار لا قدر الله فسوف اكون الخاسر الوحيد حيث ان أرض العقار مساحتها 360م ولن يسمح ببنائها مرة اخرى. وارسل لسيادتكم تصورا لصورة العقار بعد ترميمه راجيا متابعتنا فى اثناء الترميم ودعوتكم فى افتتاح العقار بعد الانتهاء من ترميمه بإذن الله لتشهد العقار وبشكله الأصلى وقت بنائه عام 1925.
انتهت الرسالة التى أشكر صاحبها المختلف تماما عن باقى ملاك العمارات القديمة متمنيا أن يمنحنى الله فرصة حضور الاحتفال الذى سيقيمه مالك العقار بانتهاء ترميم العمارة وإعادتها إلى ماكانت عليه فأصولها المعمارية الرائعة تستحق العناية بها لتبقى اللوحة الفنية الجميلة التى بدأت بها.
نقلا عن صحيفة الأهرام