Close ad
14-9-2020 | 14:42

ربما لا يُقدَر من يحتفون بتحقيق سيدات، يتولين الحكم فى بلادهم نجاحًا كبيرًا فى إدارة أزمة كورونا، إنهم يُكَّرسون القالب النمطى الذى يُفترض أنهم يقاومونه، ولكن فى شكل آخر. المعتاد فى التنميط حسب النوع أن توضع المرأة فى مرتبة أقل من الرجل على صعيد الكفاءة فى إدارة العمل حين تتولى مواقع قيادية فيه. وهذا هو القالب النمطى الذى يناضل ضده كل المؤمنين بالمساواة منذ أواخر القرن التاسع عشر.

وقد حقق هذا النضال الكثير من أهدافه سواء فى مجال العمل عبر إقرار عدم وجود فرق يحول دون أداء النساء أيًا من الوظائف والمهن، أو يمنع توليهن مناصب قيادية، أو فى غيره من المجالات. ولكن ما تحقق ليس كاملاً بعد. ويستلزم إكمال ما لم يتحقق على صعيد المساواة الكاملة بين النوعين الانتباه إلى مزالق تبدو مغرية، اعتقادًا فى أنها تدعم السعى إلى هذه المساواة، ولكن الانزلاق عليها قد يؤدى إلى نتائج عكسية.

ومن هذه المزالق ما قد ينتج عن تصور أن إثبات تفوق المرأة على الرجل يفيد قضية المساواة. وربما يكون هذا التصور وراء احتفاء بعض الأوساط المناصرة لحقوق المرأة بدراسة أظهرت نتيجتها أن إدارة أزمة كورونا فى الدول التى تتولى الحكم فيها سيدات كان أفضل حتى منتصف مايو الماضى مقارنة بأقرب البلدان إليها من الناحية الجغرافية، بعد مراعاة المحددات اللازمة مثل عدد السكان، والأوضاع الاقتصادية، والإنفاق على الصحة، ومعدلات السفر. وليس مفيدًا لقضية المرأة، فى هذه الحالة ، استنتاج أن نمط القيادة لدى المرأة يتسم بقدر أكبر من التعاطف، ويوفر فرصًا أكبر لتفاعل أكثر إيجابية مع الجمهور.

فهذا تنميط يضع المرأة فى القالب، الذى لا تتحقق المساواة الكاملة دون كسره, فضلاً عن أنه يفتقر إلى أى أساس علمى. وعندما نراجع عوامل نجاح قائدات سيدات فى إدارة أزمة كورونا، نجد أنها هى نفسها التى أدت إلى نتائج مماثلة فى دول يقودها رجال، خاصة الإسراع فى اتخاذ الإجراءات الاحترازية فى وقت مبكر، والسعى إلى تحقيق توازن بين متطلبات الحماية الصحية، وضرورات الحياة الاقتصادية.


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة