Close ad
12-9-2020 | 00:16

لم يكن ذلك الذى صدمنى وصدم مشاعر ملايين المصريين مجرد سطور وردت فى رواية مكتوبة على الورق أو مشهد مأساوى ارتجت له أرجاء المسرح أو لقطات مثيرة على شاشة السينما، وإنما كان حدثا هو أغرب ما سمعت طول عمري.. إنه حادث سرقة أو ضياع أو اختفاء مجموعة من الكؤوس التاريخية النادرة التي حصدتها كرة القدم الإفريقية على طول تاريخها!

ولأن الحدث جلل والظرف دقيق والصدمة فظيعة، فإن الأمر يتطلب سرعة الخروج من أجواء النواح ولطم الخدود وتبادل الاتهامات حتى يمكن لنا مناقشة ذلك الذى جرى، وأن نفكر فيه ونتأمله بهدوء لكي نستطيع أن ننتزع المعلومات الغائبة من وسط أنقاض الأكاذيب والشائعات التى يراد من خلالها دفن الحقيقة فى القبور المجهولة وتغطيتها برماد العجز عن جمع الأدلة!

وبداية فإننى لا أستطيع أن أصدق كيف مرت كل هذه السنوات دون أن ينتبه من تتابعوا على تحمل المسئولية فى الاتحاد المصرى لكرة القدم عن اكتشاف هذه الجريمة المفضوحة، لأن المفترض فى كل الدنيا أن مثل هذه الكؤوس لا تودع فى مخازن سرية وإنما يتم عرضها فى قاعات داخل دواليب مؤمنة بالأقفال وكاميرات المراقبة حتى تكون رؤيتها متاحة أمام كل زائر لمبنى الاتحاد، باعتبار أن هذه الكؤوس هى عنوان الإنجاز ومصدر الفخر لجهد ونشاط الاتحاد منذ نشأته!

وإذا قيل إن ما جرى من حوادث الفوضى عام 2013 وكان ضمنها إحراق مبنى الاتحاد بواسطة عناصر الألتراس الفوضوية هو الذى ساعد على حدوث السرقة فإن ذلك يمثل عذرا أقبح من الذنب لأن المفترض عقب حدث كهذا أن تجرى على الفور عملية جرد شاملة للخسائر التى ترتبت على الحريق، وأن يتم حصر التلفيات وما تم نهبه من مقتنيات، وتسجيل ذلك رسميا فى بلاغات للنيابة العامة ضمن أوراق التحقيق بناء على بلاغ من اتحاد الكرة نفسه .. ولكن شيئا من ذلك لم يحدث لحاجة فى نفس يعقوب!

ثم لماذا نستبعد أن تكون هذه السرقة أو هذا الاختفاء أو الضياع قد تم من قبل أحداث 2013.. وهل كان الاتحاد بدون إدارة مسئولة عن حفظ وصيانة ما به من مقتنيات... الأسئلة كثيرة ولابد من سرعة فك اللغز!!

والكرة الآن فى ملعب النيابة العامة صاحبة الاختصاص!

خير الكلام:

<< المخادع ذو وجهين.. الأغبياء يصدقونه والمستفيدون يصفقون له!

[email protected]

* نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث