4 – لسنا وحدنا الذين نعاني - كدولة ومجتمع - من أسلحة الدمار النفسي والأخلاقي التي تهدد أمن واستقرار معظم شعوب الأرض عبر التوظيف السيئ والخبيث لوسائل التواصل الاجتماعي واعتبارها منابر للتعبير الديمقراطي تمكن الشعوب من نيل حقها المشروع في المشاركة بتوجيه دفة الأمور ودق أجراس التنبيه.
إن العالم كله بات يشعر بوطأة المخاطر التي بدأت تظهر على السطح ومرشحة لمزيد من الأخطار بسبب هذه الأسلحة الفاسدة التي تطلق ذخائرها من نوافذ متعددة للشبكة العنكبوتية مشكلة بذلك أخطر وأسوأ محاولة لعرقلة التطور الإنساني من وراء ستار ومن خلف سحب وضباب الفضاء الإلكتروني الفسيح!
أتحدث عن أنواع جديدة من ذخائر الأسلحة الفاسدة التي تطلق شظاياها ليل نهار لكي تشكك الشعوب في أنظمة الحكم القائمة على شئونها والإيحاء بعدم قدرة هذه الأنظمة على إيجاد الوسائل العاجلة واللازمة لتلبية المتطلبات المشروعة من الاحتياجات الضرورية للناس.
نحن إزاء هجوم كثيف بمختلف أنواع الذخائر الفاسدة التي تستهدف ضرب الوحدة الوطنية وتفتيت التماسك المجتمعي سعيا لتشتيت الاهتمامات وجذب الناس بعيدا عن الانشغال بمعارك البناء والتنمية عن طريق الإلهاء والخداع والتضليل.
وبمقدوري أن أقول: إن السحر بدأ ينقلب على الساحر وأن الذين أرادوا لهذه الأسلحة الفاسدة أن تكون مدخلهم لإنجاح مخططات حروب الجيلين الرابع والخامس ضد الدول الآخذة في النمو بدأوا في استشعار قرب وصول نيران الخطر إلى مخادعهم إلى الحد الذي دفع العديد من رؤساء الدول العظمى وفي مقدمتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي أن يلعن وسائل التواصل الاجتماعي ويطالب بإغلاقها إذا لم يكن بالإمكان فرض السيطرة والرقابة الأخلاقية والسياسية عليها!
لقد انكشف المستور ولم يعد سرًا أن هذه الأسلحة الفاسدة بمقدورها أن تنتصر للأقلية على الأغلبية من خلال تنظيم الكتائب الإلكترونية والتلاعب بالشعارات السياسية والاجتماعية.. التي خلطت كل الأوراق ببعضها البعض وباتت عنوانا قبيحا لعصر العولمة وكوارثه المهددة للبشرية وللقيم الإنسانية!
وظني أننا مطالبون بسرعة العمل لمنع هذه الحرائق قبل اشتعالها؛ لأن كلفة الإطفاء كلفة باهظة!
***
خير الكلام:
ــــــــــــــ
** يسهل خداع الناس لأنهم يستعجلون الأمل!
* نقلًا عن صحيفة الأهرام