استخدام شعارات دينية فى الانتخابات أحد أشكال الاتجار بالدين لتحقيق مكاسب سياسية. ويأتى مرشحو جماعات وأحزاب تخلط بين السياسة والعقيدة فى صدارة المتاجرين بالدين فى الانتخابات. ولكنهم ليسوا وحدهم. يلجأ مرشحون آخرون إلى استخدام الدين لدعم قدراتهم التنافسية فى دوائر تسودها نزعات محافظة.
غير أنه فى كل الأحوال، أو فى الأغلب الأعم، يسعى المرشح الذى يستغل الدين فى الانتخابات إلى إظهار التزامه العقيدى ليكون خطابه متسقًا مع مظهره. وإحدى مفارقات الانتخابات الرئاسية الأمريكية، التى دخلت حملتها المرحلة الأخيرة بعد انتهاء مؤتمرى الحزبين الديمقراطى والجمهورى، أن المرشح المتدين فعلاً يُحيَّد إيمانه الشخصى عن السياسة، وينأى بعقيدته عن المعركة الانتخابية، فيما منافسه الذى لم يُعرف عنه ممارسته أى شعائر دينية يُفرط فى استخدام الدين. مرشح الحزب الديمقراطى جو بايدن كاثوليكى ملتزم أثرت راهبات فى حياته وفق ما رواه أكثر من مرة.
ولكن الدين بعيد تمامًا عن خطابه السياسى، والانتخابى، الذى يتضمن أحيانًا توجهات تتعارض مع معتقدات المتدينين، مثل دعم حق المرأة فى الإجهاض، وزواج المثليين، على قاعدة إيمانه بحرية الإنسان فى اختيار نمط حياته. ولا يغازل بايدن الكاثوليك البيض رغم معرفته أن منافسه حصد غالبية أصواتهم فى انتخابات 2016. ويمثل مرشح الحزب الجمهورى الرئيس دونالد ترامب نموذجًا مناقضًا، إذ يستخدم الدين فى الانتخابات رغم أنه ليس متدينًا، كما حدث عندما رفع الإنجيل أمام كنيسة القديس يوحنا القريبة من البيت الأبيض.
كما يلجأ إلى الدين من وقت إلى آخر فى هجومه على منافسه، ويقول عنه: إنه يؤذى الرب والإنجيل. ولا يجد ترامب حرجًا فى أن يرتدى ثوب المدافع عن الدين، رغم أنه لا يناسب سلوكه الشخصى، لأن من يتوجه إليهم لا يعنيهم أن يكون متدينًا من عدمه. ما يُهم الإنجيليين الجدد، الذين حظى باكثر من 80 فى المائة من أصواتهم فى انتخابات 2016، أن يحقق مطالبهم بشأن دعم إسرائيل، وتعليم الدين فى المدارس، ومنع الإجهاض، وغيرها مما أنجز لهم الكثير منه، ويتطلعون إلى إنجاز ما بقى حال فوزه بولاية ثانية.
نقلا عن صحيفة الأهرام