كان العالم فى حاجة إلى أن يزيل شيئا من الآثار الضارة لأمراض التكنولوجيا التى أفسدت عليه كل شيء..كان فى حاجة إلى أن يستعيد مشاعر قديمة فى الحب كان الإنسان قد ترك نفسه لأشياء غريبة تحركه نسى خطابات ورسائل الحب بين المحبين وجلس يبعث سطورا مسجلة على المحمول سرعان ما تلاشت واختفت أمام رسائل أخري..كان الإنسان يحن إلى الأفلام القديمة زمن الرومانسية والمشاعر البريئة.. بعد أن شوهته أفلام العنف والرعب والقتل والدمار..يكفى ما شاهد الأطفال من صور القتل على الشاشات لقد شوهت الحروب والأسلحة الحديثة أجيالا كاملة ويكفى ما حدث للأطفال فى العالم العربى من الخراب النفسى فى الدماء التى سالت..
فى سنوات الموت والدمار كان الإنسان فى حاجة إلى أن يسترد مشاعر حب غابت وأشواق تلاشت أن يشاهد قصة حب وسط تلال من أفلام الموت كانت كلها مجرد أحلام هبطت عليها حشود كورونا وبدأ الإنسان يتساءل عن حياته بعد هذا العدوان الغاشم هل سيجيء زمان قادم للحب هل تعود رسائل الحب بين العشاق مرة أخرى هل تعود الأسرة ويعود التواصل وروح المودة؟ لقد غيرت كورونا كل شيء أبعدت الناس وفرقت المحبين وبعد أن كان الإنسان يحلم بزمن يخلصه من طغيان التكنولوجيا وجد نفسه يقف أمام طاغوت جديد يسمى كورونا..
سوف يحتاج الملايين فى العالم إلى معجزة تعيد جسور التواصل التى تمزقت بين الناس فى زمن كورونا.. فى الوقت الذى تصورنا فيه أن العالم سوف يتحرر من سلطان التكنولوجيا الذى طغى وتجبر وجدنا الأسرة كل إنسان فى جانب مع جهاز موبايل صغير نسى معه كل شيء وتقطعت كل وسائل الاتصال بين الناس فى انتظار هذا الزائر الرهيب.. لقد غيرت كورونا كل شيء فى العلاقات الإنسانية وبعد أن يحسم الطب القضية سوف يتولى علماء النفس والاجتماع ما تركته كورونا على مشاعر الناس..
إن كورونا لن تكون حدثا عاديا فى تاريخ البشر سوف يؤرخ العالم ما بعد كورونا وما قبلها المهم الآن أن نعرف ما بعدها وهو حتى الآن سر غامض هل يكون الإنسان أكثر إنسانية أم أكثر وحشية.. هل تعود مشاعر الرحمة بين الناس أم تمتد عصور الموت والدمار لقد وضعت كورونا العالم أمام واقع جديد وعلينا أن ننتظر..
نقلا عن صحيفة الأهرام