Close ad
23-8-2020 | 15:14

نعم ...هذا انتصار لا شك فيه للسياسة المصرية وللدبلوماسية المصرية فى ليبيا، وأقصد هنا البيان الذى اصدره المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق الوطنى فى ليبيا يوم الخميس الماضى 20 أغسطس, وتم إعلانه الجمعة, والذى أصدر فيه تعليماته لجميع القوات العسكرية بالوقف الفورى لإطلاق النار وكل العمليات القتالية فى كل الأراضى الليبية. ولم يكن غريبا أن يلقى الاتفاق ترحيبا عربيا ودوليا واسعا، من جانب منظمة الأمم المتحدة، والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبى وجامعة الدول العربية ...إلخ غير ما أؤكده هنا أن تلك الخطوة تنطوى على انتصار لا شك فيه لمصر، لأن مصر ببساطة هى أكثر الأطراف الدولية تأثرا بالأوضاع فى ليبيا بحكم الجوار الجغرافى الممتد على طول حدودها الغربية كلها، وبحكم ماعانته مصر فى العقد السابق من أشكال مختلفة من التهديد لأمنها عسكريا وأمنيا واقتصاديا وجنائيا، من خلال تسلل الإرهابيين والمهربين وعناصر الهجرة غير المشروعة، والتدفق غير المشروع لكل أنواع الأسلحة التى ضيع القذافى فى شرائها مليارات الدولارات من ثروة الشعب الليبى والتى وجدت فى بعض أيام الفوضى فى مصر طريقها للداخل! ولم يكن غريبا أن صدر فى السادس من يونيو الماضى إعلان القاهرة الذى شارك فى إعلانه مع الرئيسى السيسى، رئيس مجلس النواب الليبى عقيلة صالح والمشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة الليبية. لقد طرحت مبادرة إعلان القاهرة التى صدرت فى السادس من يونيو الماضى تصورا مدروسا لإعادة بناء الدولة الليبية قائم على وحدة وسلامة المؤسسات الوطنية، على نحو يضمن توزيعا عادلا وشفافا للثروة الليبية على كل المواطنين. بيان المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق يوم الخميس الماضى إذن هو, كما قال الرئيس السيسى بحق, خطوة مهمة على طريق تحقيق التسوية السياسية وطموحات الشعب الليبى فى استعادة الاستقرار والازدهار فى ليبيا وحفظ مقدرات شعبها.


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
جيلنا!

لدى إحساس عميق أن الجيل الذى أنتمى إليه (وأنا من موليد 1947)، فى مصر وفى العالم كله، شهد من التحولات والتطورات، ربما مالم يشهده أى جيل آخر فى تاريخ البشرية..