Close ad
17-8-2020 | 14:55

بين كتابة ذلك العنوان: مكرم محمد أحمد... وبين كتابة هذا السطر الأول، توقفت كثيرا. فكاتبنا الكبير، يعانى هذه الأيام وعكة صحية ألمت به أخيرا، مثلما أبلغتنا ابنته أمنية. وقد احترت كيف أبدأ الكتابة عن ذلك الهرم الصحفى المتفرد..؟ وها أنا أبدأ بأن أضم صوتى للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام فى تقديم خالص الشكر والتقدير للرئيس السيسى على اهتمامه بمتابعة الحالة الصحية لمكرم محمد أحمد. إن اسم مكرم محمد أحمد كان دائما على رأس الكتاب الذين حرصت دوما على متابعتهم طوال مايزيد على نصف القرن الماضى، منذ بدأت فى القراءة المنتظمة للصحف سواء كان فى الأهرام أو المصور. ولا يمكن لأى متابع منتظم للصحافة المصرية إلا أن يندهش بل يذهل لتلك الطاقة الصحفية الهائلة والمتدفقة التى تمتع بها مكرم والتى تتجلى فى كتاباته كلها. وعندما التحقت بالأهرام فى عام 1977 كنت حريصا على التعرف المباشر بمكرم محمد أحمد الذى بادلنا اهتماما باهتمام، وتقديرا بتقدير. ومع أنه تولى مناصب عديدة مثل مدير تحرير الأهرام، ورئيس مجلس إدارة دار الهلال ورئيس تحرير للمصور.

كما انتخب نقيبا للصحفيين المصريين، مثلما كان أمينا عاما لاتحاد الصحفيين العرب... إلخ إلا أن جوهر قوته كانت أولا ودائما هى العمل الصحفى الميدانى، والكتابة الصحفية العميقة والمتدفقة دوما، التى تستند إلى شخصية قوية عنيدة ومنجزة . ولا يصعب على أى باحث لسيرة مكرم محمد أحمد، أو قارئ لمقالاته وكتبه أن يلمس مشاعره الوطنية الجارفة، ولكنه يلمس أيضا له دعما يكاد يكون دائما للدولة المصرية، الأمر الذى جعل ناقديه, ولهم بعض الحق, يلومونه على بعض مواقفه. و أخيرا أقول إننى اتصلت بالأستاذ مكرم يوم الثلاثاء الماضى وبادرته بالقول: سلامة الأسد الهصور للصحافة المصرية...فشكرنى على سؤالى ثم قال: بس إيه حكاية الهصور دى...؟! دعوات بكامل الشفاء لاستأذنا الجليل!.

*نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
جيلنا!

لدى إحساس عميق أن الجيل الذى أنتمى إليه (وأنا من موليد 1947)، فى مصر وفى العالم كله، شهد من التحولات والتطورات، ربما مالم يشهده أى جيل آخر فى تاريخ البشرية..