Close ad
17-8-2020 | 14:43

يبدو أن الناس بدأت تشعر بالملل من بعضها بسبب كورونا.. انتشرت أخيراً الجرائم الأسرية ولا يمر يوم الآن دون أن نقرأ أو نشاهد جريمة بشعة يقتل فيها الآباء الأبناء أو تقتل الزوجة زوجها، أحد الأزواج قطع جسد زوجته ووضعه فى الثلاجة، وهناك أب قتل أبناءه الثلاثة وأم قتلت ابنها لأنه يبكى كثيراً ويزعجها . هذه الظواهر المرضية تعكس خللاً اجتماعيا ونفسيا وتحتاج إلى دراسة أسبابها .. إن الغريب فى الأمر أنها لا تحمل أسبابا تتعلق بالفقر ولكن هناك حالات اجتماعية شاذة فليس الفقر السبب فى الجرائم.. ماذا يعنى أن يقتل الزوج زوجته من اجل الزواج بامرأة أخرى.. إن الشرع والدين يمنحه الحق، أن يجمع بينهما فلماذا القتل وهناك امرأة قتلت زوجها لأنه يفكر فى الزواج.

إن الغريب فى هذه الجرائم أنها تتم بين الشباب ومنهم من تزوج من شهور وربما سنوات قليلة.. كان الزواج يمثل علاقة مقدسة فى الحرص والخوف والرعاية وكان الشاب يفنى سنوات عمره لكى يكون قادراً على الزواج وتحمل أعباء الأسرة.. ولكن هناك حالة من الاستخفاف بهذه العلاقة المقدسة بحيث تحولت إلى عبء ثقيل على الزوجة والزوج معاً.. والسؤال هنا ما ذنب الأبناء إذا كانت الزوجة قد كرهت زوجها لماذا تقتل أبناءها انتقاماً، وإذا كان الزوج يريد زوجة أخرى فلماذا يخنق أبناءه؟!

إن هذه الظواهر تنتشر فى الريف رغم أن الريف كان دائما حريصا على العلاقات الاجتماعية بين الأسرة والعائلات .. يبقى أمامنا هذا السؤال هل هى أفلام السينما والمسلسلات ومواقع التواصل الاجتماعى التى أفسدت العلاقات بين الناس.. هل هى المذابح التى تنتشر على المواقع والقصص الغريبة والحكايات الغامضة أم هو غياب الرحمة هذا الضيف الذى كان يحكم سلوكيات الناس ويضع حدوداً للأشياء.

إن القضية خطيرة وعلينا أن ندرس أسبابها لأنها تهدد الأسرة المصرية.. منذ غابت الرحمة عن العلاقات الإنسانية فى حياة الناس تعلمت القلوب القسوة وتراجعت منظومة القيم والأخلاق.


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث