Close ad
10-7-2020 | 11:32

«بدأت عملى فى السادسة من صباح اليوم التالى بجولة فى مدينة الأقصر، استهللتها بزيارة معبد الكرنك، أكبر آثار فى العالم، فهالنى وصدمنى ما رأيت من مواشٍ تملأ ساحته، ومبانٍ عشوائية على مداخله، وأخرى خرسانية تحيط جنباته، والقاذورات تملأ المكان، فضلا عن انعدام الخدمات المقدمة للزوار والسياح».

هذه فقرة من كتاب اللواء سمير فرج، وهو يحكى تجربته كمحافظ للأقصر، تحت عنوان «سبع سنوات فى طيبة.. تجربة محافظ»، وخلال فصول الكتاب المتنوعة؛ يروى اللواء سمير فرج تلك التجربة المتميزة والفريدة، والتى كان رافضا لها فى البداية، حتى أقنعه المشير حسين طنطاوى بها، فكانت رحلة من العمل والاجتهاد تصلح أن تكون مرجعا لجميع العاملين فى الإدارة المحلية، خاصة أننا على أبواب إقرار قوانين الانتخابات المحلية الجديدة، التى طال انتظارها.

التجربة شاهدة على إمكان تحقيق المستحيل، بالتخطيط السليم، والمتابعة الفعالة، لتتحول الأقصر إلى عاصمة للحضارة والثقافة فى العالم.

الأقصر أكبر مُتحف مفتوح فى العالم، لأنها تحتوى على «ثلث» آثار العالم، وللأسف عانت هذه المدينة العظيمة عقودا طويلة من الإهمال، وانتشرت العشوائية فيها داخل المناطق الأثرية وخارجها، لدرجة أن سكان قرية القرنة، التى تضم 3250 أسرة، كانوا يعيشون فوق 950 مقبرة فرعونية.

بالإرادة، والعمل، والمثابرة، والحوار المفتوح مع الأهالى؛ نجح اللواء سمير فرج فى نقل سكان القرنة، بعد أن فشلت محاولات نقلهم على مدى 50 عاما.

كانت أول محاولة عام 1948، حينما قام المعمارى حسن فتحى بتشييد قرية »«حسن فتحى» الشهيرة لنقلهم إليها، وكان عددهم 80 أسرة فقط، لكنهم رفضوا الانتقال، وتكررت المحاولات، لكن دون جدوى، حتى تم بناء قرية «القرنة الجديدة» على بُعد 6 كيلومترات من المنطقة القديمة، وتم تمليكها لسكان القرنة، ونجحت المحاولة، وانتقل السكان.

تجربة مهمة، و«كتاب» مهم، لجميع الراغبين فى النجاح، فى كل المجالات بشكل عام، والإدارة المحلية بشكل خاص.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة