Close ad
8-7-2020 | 14:32

لا يكفى لأردوغان، لكى يعتبر نفسه نجح فى ليبيا، أن يتوقف عند افتراض فرض سيطرته العسكرية على هلال النفط شرقى مدينة سرت، وإنما ينبغي، كحد أدنى لقياس نجاحه، أن يتمكن من إسكات أى مقاومة وتأمين انتاج النفط وتصديره إلى الخارج، وضمان تحصيل العوائد، حتى يُتاح له تمويل الإنفاق الضخم على مشروعه الخيالى الذى يتوهم أنه يمكنه أن يستعيد فيه أمجاد أجداده العثمانيين عندما كانوا يحتلون وينهبون ثروات ليبيا بالقوة! أما وأنه لا يزال بعيدا عن الهلال النفطي، ولا يزال عاجزا عن إظهار التحدى للإنذار المصري، بأن يتجاوز الخط الأحمر سرت/ الجفرة، فإنه أبعد ما يكون عن حلمه! وأما وأن تُستباح قاعدته البعيدة فى الوُطية، قرب الحدود مع تونس، وتُقصَف وتسوى بالأرض فى عملية باغتت قواته، بتسع ضربات جوية متتابعة، حيث لقى فيها بعض قادته العسكريين مصرعهم، دون أن يردّوا بأى مقاومة، ودون أن يعرفوا طبيعة القوات المغيرة، فهذا يفرض إعادة النظر فى جديته وفى تقدير قدراته الأساسية!

يبدو أن أردوغان لم يتوقع إمكانية أن تُصدِر مصر الإنذار، بكل ما يعنيه على الأرض، وبرغم أن الإنذار بهذا الوضوح كان كافياً لإعادته لكل حساباته، بما فيها خطابه الوهمي، فإنه لايزال يتمادي، بما يرجح أنه فى حاجة لمزيد من الأدلة القوية التى تؤكد له أن سياساته سوف تتسبب له فى مزيد من الخسائر، بل بما يصعب عليه توقعه.

الخطأ الأساسى لسياسة أردوغان أنه توهم أنه يتحرك فى فراغ، حيث لا مقاومة يمكنها أن تعرقل تقدمه، وقد توهم أن سهولة تقدمه فى العراق وسوريا سوف تتكرر فى ليبيا، أى أنه لم يحسب حساب مصر، ولم يحسب أن لصبر مصر حدودا إزاء استفزازه طوال سنوات، وتحديه لاختيار الجماهير المصرية فى 30 يونيو، وضلوعه فى مؤامرات تضر مصر، بمساعدة الإرهاب فى سيناء وعبر الحدود مع ليبيا، وفى رفضه لترسيم الحدود الاقتصادية فى المياه الدولية مع اليونان وقبرص، وفى مساعدة إثيوبيا على التمادى فى مؤامرة تعطيش مصر..إلخ!

نقلا عن صحيفة الأهرام

 

كلمات البحث
الأكثر قراءة