لم تشاهد مارى ترامب ابنة شقيق الرئيس الأمريكى فيلم أخطر رجل فى العالم، الذى عرضت نسخته الأولى فى مصر عام 1967. لكن وصفها دونالد ترامب بأنه أخطر رجل فى العالم، ضمن عنوان كتابها، الذى سيصدر بعد أسابيع، يدل على أنه ربما يصلح لعمل من نوع المليودراما، مثل الفيلم الذى حفل بمفارقات ومبالغات وحوادث مثيرة، وفق ما يمكن استنتاجه من الطريقة التى استخدمها الناشر فى ترويجه. فمن بين ما ورد فى الإعلانات الترويجية لهذا الكتاب، على سبيل المثال، أن الكاتبة تروى خفايا وأجواء عائلة مسمومة، وتصف صدمات وعلاقات مدمرة وخليطا مأساويا من الإهمال والإساءة. مؤكد أن الكتاب سيتضمن وقائع حقيقية تسيء إلى الرئيس الأمريكي، ضمن الحملات الواسعة التى تتصاعد ضده كلما اقترب موعد الانتخابات الرئاسية فى 3 نوفمبر المقبل، ولكن هذه الوقائع لن تروى كلها كما حدثت فى الواقع، بل سيُبالغ فى بعضها، وسيضاف إلى بعض آخر منها ما يجعله أكثر إثارة، وسيُخلط بعض ثالث مع قصص من وحى الخيال. وقد حدث مثل ذلك فى معظم الكتب التى أُصدرت فى مجال الهجوم على ترامب خلال السنوات الثلاث الماضية، وآخرها كتاب جون بولتون.
عنوان كتاب مارى ترامب طويل للغاية على غير المعتاد: كثير جداً ولا يكفي. كيف صنعت عائلتى أخطر رجل فى العالم. ينطلق الكتاب، وفق ما نفهمه مما ورد فى إعلانات ترويجية أعدها ناشره، وأخرى فى موقع أمازون، من اتهام الرئيس الأمريكى بأن تلاعب فى وصية والده (جد المؤلفة)، لتقليل حصة أبناء شقيقه من التركة. وليس معروفا كيف ستروى المؤلفة قصة تسوية النزاع على هذه التركة عام 2001 إثر نزاع قضائي. وربما تكون طريقة روايتها قصة هذه التسوية واحدة من مفارقات يتوقع أن يحفل بها كتابها، الذى ينتظره ملايين الراغبين فى قراءته. غير أن ترامب ليس أخطر رجل فى العالم. ففى كل مرحلة عدد من الرجال الخطرين الذين يتسببون فى خلق أزمات وتصعيد التوتر فى العالم.
نقلا عن صحيفة الأهرام