Close ad
30-6-2020 | 15:58

مع إعادة فتح المنشآت التى شملها الإغلاق العام منذ بداية تفشى فيروس كورونا, اتُخذت إجراءات وقائية جديدة من بينها عدم السماح بوجود أكثر من عدد قليل من الأفراد فى داخل المتاجر ومحلات بيع السلع المختلفة.

ولذا، صار معتادا أن نرى صورا وفيديوهات لطوابير أمام المتاجر والمحلات التى أقبل الناس عليها فور فتحها فى هذا البلد أو ذاك. وليس غريبا أن نجد مثل هذه الطوابير أمام أمام محلات بيع الملابس، التى يُطبق فيها الإجراء المتعلق بوجود عدد محدود منهم فى المتجر، على أن يدخل من يأتى دوره عقب خروج أحد من سبقوه إلى الداخل.

غير أنه ليس مألوفا أن نرى طوابير أمام بعض مكتبات بيع الكتب فى عدد من العواصم الأوروبية، خاصة فى ظل توسع نطاق الرقمنة، مما يؤدى إلى شيوع الاعتقاد فى أن زمن المطبوعات الورقية كتبا وصحفا ومجلات يقترب من نهايته. والمشهد غير مألوف بالنسبة لنا لأن التردد على المكتبات كان ضعيفا حتى قبل التوسع فى الرقمنة، وصار أكثر ضعفا بعده.

شاهدتُ فيديو قصيرا ولكنه بالغ الدلالة على أن قراء الكتاب الورقى لم ينتهوا، بخلاف اعتقادً شائع. يصور الفيديو مشاهد إقبال على مكتبتين، حيث وقف عدد يتراوح بين ستة وثمانية فى طابور ينتظرون خروج من دخلوا، وفق النظام المعمول به والموضح فى لافتة مثبتة على باب المكتبة ومكتوب فيها ما معناه أنه لا يُسمح بوجود أكثر من ثلاثة أشخاص فى داخلها.

وإذا أُجرى استطلاع لمن اصطفوا فى هذه الطوابير، ربما نجد أن لدى معظمهم مكتبات فى منازلهم، وأنهم من المؤمنين بأن بيتا بلا كتب يشبه جسدا بلا روح. وقد بلغ ولع بعض كبار الكُتاب فى أوروبا وأمريكا اللاتينية باقتناء الكتاب إلى حد أنهم لم يجدوا مكانا لمؤلفاتهم فى مكتباتهم، مثل الكاتب الأرجنتينى الراحل خورخى بورخيس الذى فسر ذلك بأن الإنسان بما يقرأ وليس بما يكتب.

ولعل محبى قراءة الكتب تأكدوا من أنها الصديق الذى ساعدهم على تحمل فترات الحظر الطويلة، وكان خير رفيق لهم خلالها.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة