Close ad

كلمة أبو الغيط.. الوضوح والغموض!

25-6-2020 | 14:17

أعتقد أن كلمة السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية أمام اجتماع مجلس الجامعة علي المستوي الوزاري أمس الأول حول تطورات الأزمة الليبية تستحق التحية والتقدير لجرأة وشجاعة الأمين العام في أن تكون كلمته بالصراحة الواجبة المعبرة عن الضمير العربي في رفض جميع أشكال التدخلات العسكرية الأجنبية في ليبيا والرفض المطلق لأي حلول عسكرية مع تأكيد التصميم العربي للحفاظ علي سيادة ليبيا واستقلالها وسلامة أراضيها.

ويحسب للأمين العام توصيفه الدقيق والأمين للمشهد الليبي الذي انزلق إلي حافة التدويل المرفوض للأزمة نتيجة تفاقم التدخلات العسكرية الأجنبية المكشوفة في الصراع وما صاحبها من خروقات متكررة وفجة للقرارات الدولية بحظر السلاح مع زيادة تأجيج الموقف بالاستقدام المنهجي للمرتزقة والمقاتلين الأجانب وفصائل الإرهاب والدفع بهم إلي ساحات المعارك.. كما يحسب للأمين العام تأكيده تمسك الجامعة بالحل السياسي الشامل للأزمة من خلال عملية سياسية شاملة لكافة المسارات الأمنية والسياسية والاقتصادية تحت الرعاية الأصيلة للأمم المتحدة وبالشكل الذي يضمن معالجة جذور الأسباب التي ساهمت في إذكاء الصراع وتعميق الخلاف بين الفرقاء الليبيين.

والحقيقة أنني كنت أتمني علي الأمين العام للجامعة العربية أن يسمي الأطراف التي تسعي لإشعال نيران الأزمة الليبية بأسمائها الحقيقية، لكنني أدرك أن الأمين العام تجنب ذلك حرصا علي توفير الأجواء الملائمة لنجاح الهدف الأسمى وهو إنقاذ ليبيا من الفخاخ والأطماع المنصوبة والمحيطة بها.

وأظن أنه يكفي ما أشار إليه الأمين العام في كلمته التي جرت صياغتها بحرفية دبلوماسية رفيعة عندما قال إن ليبيا تحولت إلي مسرح آخر – وبامتياز – للتدخل الخارجي والاستهداف الإقليمي لإحدى الدول الأعضاء في جامعتنا العربية... فالجميع يعلم وكل لبيب بالإشارة يفهم أن تركيا وقطر متورطتان بشكل مفضوح في صنع التداعيات المخيفة والمرعبة التي بلغتها الأزمة الليبية فقد انكشف المستور وسقطت كل البراقع من فوق كل الوجوه!

خير الكلام:

<< أقوي الكلمات في مواجهة الأزمات هي الصرامة بدون مجاملات!

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث