جاء إعلان القاهرة حول الأزمة الليبية لكى يكشف المواقف بوضوح أن دعوة الإعلان التى أكدها الرئيس عبد الفتاح السيسى وقائد الجيش الوطنى الليبى المشير خليفة حفتر ورئيس البرلمان الليبى المستشار عقيلة صالح وضعت الحقائق أمام العالم لأن هناك أطرافا كثيرة متورطة فى الأزمة الليبية بالمشاركة والتواطؤ والصمت ومن هنا سوف يكشف الإعلان كل المواقف ..
إن السؤال لماذا صمت العالم على أحداث ليبيا أين أمريكا والترسانة التركية تحارب فى ليبيا وهى معدات عسكرية أمريكية الصنع .. وأين دول الناتو ومنها فرنسا والمانيا واليونان وايطاليا وفى كل يوم يعبر الجيش التركى البحر المتوسط ليقتل الشعب الليبى بسلاح الناتو آلا يكفى ما حدث فى الأيام الأخيرة للرئيس الليبى القذافى والتنافس بين القوى الغربية لتدمير ليبيا .. من الصعب أن يسكت العالم على ما يفعله أردوغان فى الشعب الليبى إذا لم تكن هناك موافقة مبدئية على العدوان ..
إن إعلان القاهرة سوف يكشف الآن كل المواقف خاصة أن إعلانات الترحيب لن تضيف شيئا ولن تغير مواقف هذا المغامر الكبير الذى مارس لعبته فى سوريا والعراق ثم جمع المرتزقة من البلدين وذهب إلى دولة عربية ثالثة لكى يدمر أخر ما فيها .. كانت ردود الأفعال السياسية على إعلان القاهرة ايجابية من عدد من الدول ولكن هذه الردود لن توقف أردوغان لأن هناك أطرافاً غامضة لها اتفاقات ومصالح مع أردوغان وبعد كل الأزمات التى لحقت بالاقتصاد العالمى بسبب كورونا فإن البترول والغاز الليبى يمكن أن يكون حلا لكل الأطراف ..
إن صمت فرنسا وألمانيا وإسبانيا وإيطاليا واليونان أمام جرائم أردوغان يؤكد أن هناك مشروعاً تركياً يرتبط بمصالح وحسابات بين تركيا وهذه الدول .. احتلال تركيا لليبيا ليس نهاية المطاف والبحرية التركية التى تطوف بدون وجه حق فى البحر المتوسط اختراق لقوانين البحار وسيادة الدول وقدسية الأوطان .. مطلوب موقف عربى يعيد لهذه الأمة ما بقى فيها من نخوة الشعوب وكرامة الأوطان.
نقلا عن صحيفة الأهرام