رغم أنه كان أكثر الفنانين ظهورا إلا أن المشاهد لم يكن أبدا يضيق بهذا الظهور بل يسعد ويرحب به. ذلك أن حسن حسني لم يكن فنانا عاديا بل من نوعية خاصة تقوم علي الأصالة والتمكن والتنوع وإدخال البهجة علي المشاهدين، وحب كل فنان عمل معه وهيأ له الفرص لإضحاك الناس. كانت هوايته كما قال تهيئة الكرة للآخرين لتسجيل الأهداف. فعل هذا مع جميع نجوم الكوميديا الذين أصبحوا نجوما كبارا. ولهذا كان بحق عم حسن الفنان الكبير الذي يدين له الجميع بالاحترام والتبجيل ويقبل الملايين علي الترحيب به.
وقد كان في إمكان حسن حسني أن يصبح النجم الأول الذي تدور حوله أحداث العمل، لكنه رفض ذلك لإيمانه بأن أعمال النجم الأول محدودة لا تتجاوز عملا واحدا أو عملين علي الأكثر طوال السنة، بينما قراره باختيار أن يكون الرجل الثاني أو حتي الثالث في العمل جعل حصاده نحو 500 عمل وهو رقم قياسي لم يعرفه فنان آخر، وحقق له الدخل الذي كان يوفر له الحياة البسيطة التي يعيشها، حتي واسمه كبير في السينما والمسرح لم يتأخر عن تقديم برنامج يومي في الإذاعة وهو برنامج «علامة استفهام» فكرة الراحل عصام بصيلة؛ وهو برنامج ينتقد مافي حياتنا من تصرفات خاطئة، وظل يقدمه باقتدار في البرنامج العام إلي ما قبل عام واحد ثم خلفه فيه الفنان أحمد صيام.
ومن المفارقات أن حسن حسني بدأ عام 1975 بأدوار الشر وبرع فيها ثم جرى اكتشافه ممثلا كوميديا وحقق نجاحا كبيرا في هذا المجال، لكنه في الوقت نفسه أدي أدوارا لا علاقة لها بالكوميديا ووصل فيها القمة مثل دور الشيخ إبراهيم والد صابرين في مسلسل أم كلثوم، ودور مساعد المحامي الفاسد الذي ساعد العمدة عمر الشريف في فيلم المواطن مصري علي تزوير أوراق الفلاح الفقير ليدخل التجنيد مكان ابن العمدة وغيرهما كثير
حسن حسني علامة باقية في تاريخ الفن المصري وفنان لا يموت.
نقلا عن صحيفة الأهرام