Close ad
31-5-2020 | 15:44

يؤدى إغفال أو تناسى وجود أحزاب وتنظيمات يمينية شديدة التطرف فى أوروبا إلى استمرار الخلط بين اليمين الشعبوى الراديكالى والفاشية. كثير من أحزاب هذا اليمين الشعبوى متهمة، دون أساس أو سند، بأنها تتبنى توجهات فاشية، مثل حزب الرابطة الإيطالي، وحزب البديل من أجل ألمانيا، وحزب الجبهة الوطنية الفرنسي.

غير أنه فى هذه البلدان الثلاثة، وأخرى غيرها، يتعين البحث عن الفاشية فى مواقف أحزاب ومنظمات متفاوتة فى أحجامها، ويجمع بينها خطاب سياسى ومواقف يدل بعضها على إيمانها بالفاشية.

ومن الطبيعى أن يكون أكبر هذه الأحزاب حتى الآن فى إيطاليا مهد الحركة الفاشية. ومن الأخطاء الشائعة اتهام حزب الرابطة بأنه امتداد لتلك الحركة فى صورة جديدة، بينما لا يحتاج الأمر بحثا لمعرفة أن حزب فرتيلا دى إيطاليا إخوان إيطاليا هو الذى يمثل هذا الامتداد. لم يصدر عن حزب الرابطة، وزعيمه الطموح ماتيو سالفيني، أى موقف يدفع إلى تحرى علاقته بالفاشية، ناهيك عن التسليم بوجود هذه العلاقة. والملاحظ أن مؤسس هذا الحزب أومبرتو بوسي، الذى يحظى بنفوذ معتبر داخله حتى الآن، يقوم بدور تصحيحى عبر تنبيه سالفينى عندما يجد أنه جنح باتجاه موقف ما أكثر تطرفا.

قد يكون سالفينى حادا فى خطابه وطريقته فى إدارة الصراعات السياسية، وفى موقفه تجاه قضية الهجرة. ولكن ليس فى ذلك الخطاب ما يمكن أن نعده تعبيرا عن ميول فاشية، بخلاف حزب فراتيلى دى إيطاليا إخوان إيطاليا وزعيمته جيورجيا ميلوني.

ويظهر الفرق بين الحزبين أكثر وضوحا الآن نتيجة تصاعد الصراع بين سالفينى وميلوني، كما يتضح الآن أن الكثير من أعضاء حزب الرابطة يرفضون أى علاقة جديدة، حتى إذا كانت فى حدود التنسيق الانتخابي، مع حزب فراتيلي، ويتبنى بعضهم مواقف ديمقراطية راديكالية تهدف إلى تطعيم النظام التمثيلى ببعض عناصر الديمقراطية المباشرة، وهذا هو الفرق بين حزب شعبوى وآخر فاشى، فرغم أن كليهما ناقم على الأحزاب التقليدية، يهدف حزب الرابطة إلى إصلاح المنظومة الحزبية، فيما يسعى حزب فراتيلى إلى هدم هذه المنظومة، ولكنه لا يصرح بذلك ربما انتظارا لفرصة يتحينها.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث