Close ad
25-5-2020 | 14:29

يمكن للإخوان أن يكذبوا كعادتهم وينكروا الحقائق الدامغة، ويزعموا أنهم مسالمون ولا يعرفون العنف ورفع السلاح، وأن كل من يُقبَض عليه منهم وهو متلبس فى موقع الجريمة ومُدجَّج بالسلاح، ليس منهم، وأنهم لا يعرفونه. فإذا كانت هناك أدلة ثبوتية على إخوانيته، كذبوا بأن السلاح مدسوس عليه أو أن الشرائط التى تسجل الجريمة والمجرمين من ألاعيب الفوتوشوب..إلخ. وأما الحالة المؤكدة التى لا يصلح فيها الكذب، فهى نجاح عدد منهم فى الهروب خارج البلاد، برغم مطالبة القضاء وملاحقة الأمن، ثم الظهور بهوياتهم على الفضائيات المعادية، يدافعون عن خط الإخوان، ويبررون بعض جرائمهم، ويطعنون فى صحة أن يكون بعضها بأيديهم..إلخ. هذه الحالة تستحق التوقف أمامها، لأن أعداد من يتمكنون من الهروب كثيرة، بما يعنى أن هناك خططاً محكمة موضوعة سلفاً توقعاً لسعى أجهزة الدولة لمساءلتهم ومحاكمتهم، وهناك أيضاً ترتيبات مسبقة مع عصابات المهربين العارفين بدروب الصحراء وثغرات الحدود، وهناك كذلك تنسيقات معقدة مع دول الجوار التى ينطلقون منها إلى دول الاستقرار..إلخ. وكل هذا يحتاج إلى أموال طائلة، لم يتمكن الإخوان عبر تاريخهم أن يثبتوا شرعيتها!

لن تجد فصيلاً سياسياً مصرياً له هذه العقلية الإجرامية، التى تجيد وضع وتنفيذ خطط الهروب المحكمة خارج البلاد، إلا فى حالات فردية، تؤكد فرديتها ندرة هذا التفكير فى مصر وتنفى أن تكون لأحزاب مصر هذه العقلية، عدا الإخوان، وعلى التحديد هذا الجيل من الإخوان الذى جاء بعد اصطدامات آبائه المؤسسين مع الدولة والجماهير، بل إن أى فصيل سياسى آخر كان يعتبر سجن واعتقال أعضائه، وحتى تشويه أفكارهم والتشهير بهم، هو ضريبة النضال التى يقبلونها، بل إنها تساعدهم على إثبات تفانيهم فى سبيل تحقيق أهدافهم. وكان مشهوراً عن بعض الفصائل السياسية الأخرى أن قادتهم جاهزون دائماً بحقيبة الملابس والمستلزمات الشخصية فى حالة أن تدهمهم قوات الأمن.

وأما أغرب ما فى قادة الإخوان، فإنهم يحتالون حتى على كوادرهم وقواعدهم وجماهيرهم، فقد كانوا يطلبون منهم الثبات فى رابعة، بينما كانوا هم يتآمرون على الهروب!


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث