Close ad
21-5-2020 | 14:32

حرمنا كورونا من ليالي رمضان ومن فرحة العيد.. غير كل شىء.. فقد أغلق المساجد ومنع الناس من أداء الصلوات خارج بيوتهم وجلس الناس يشاهدون المسلسلات والبرامج المزعجة، ربما كانت المرة الأولي التي يأتي بها رمضان بهذه الصورة الغريبة.. مساجد مغلقة وصلوات ممنوعة وآراء فيها من الشطط أكثر ما فيها من الحكمة وفي كل ليلة تنصب القنوات والإعلانات حفلات التسول التي يشارك فيها الجميع.. لقد انتهى رمضان علي طريقته هذا العام.. كان كورونا لحظة تاريخية تغيرت فيها كل الأشياء ملايين المصابين ومئات الآلاف من الضحايا وهناك مئات الملايين يجلسون في بيوتهم بلا عمل أو إنتاج.. إنها لحظة تاريخية لم تحدث من قبل بكل هذه التفاصيل.. لقد توقفت كل وسائل الاتصال بين الشعوب والدول وأغلقت كل دولة حدودها علي نفسها خوفاً من هذا الشبح الذي لم تعرفه البشرية قبل ذلك، كان العالم من قبل يخاف من الحروب والمواجهات العسكرية والطائرات والمدمرات والصواريخ العابرة للقارات ولكن المعارك تغيرت أساليبها وأسلحتها.. هناك عدو غامض اجتاح العالم كله من الشرق إلي الغرب ومن الشمال إلي الجنوب، ولم يفرق هذا الشبح بين دولة وأخري وبين شعب وآخر.. لقد اجتمع الجميع علي لحظة تاريخية اختارها فيروس ضعيف لكي يقتحم كل البيوت دون ان يفرق بين غني أو فقير أو عالم وجاهل أو بين قوي وضعيف.. جاء رمضان ومضي واستسلمت كل طقوسه للكورونا فغير فيه كل شيء.. كان أسوأ ما في هذه الكارثة أنها غيرت طبائع الأشياء والبشر لم تعد الأيام كما كانت ولم تعد الساعات كما كانت وحتي الناس تغيرت مواصفاتهم ومشاعرهم.
إن الناس سوف تودع رمضان بطريقة أخري غير كل ما سبق من الطرق.. هناك خوف أن يكون القادم مثل ما مضي أن رمضان.. انتهي هذا العام بطريقته وسوف يمضي العيد بلا أفراح والأمل في زمان قادم ألا تتكرر الأحداث ويجد الناس أنفسهم في سنوات قادمة بلا صلاة التراويح أو صلاة العيد أو مساجدنا المضيئة وصلواتنا التي حرمنا كورونا منها. دعونا نحلم بعيد قادم.

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث