Close ad
20-5-2020 | 14:33

هناك سؤال مطروح بشدة هذه الأيام في أوساط المعارضة التركية ومضمون السؤال باختصار شديد هو: ما الذي جنته تركيا من وراء سياسات أردوغان المتهورة مع غالبية دول المنطقة؟

والذين يطرحون هذا السؤال في أنقرة واسطنبول يشيرون إلي أن هذه السياسات الحمقاء التي انتهجها أردوغان منذ أن أصبح الحاكم المطلق اليد في المطبخ السياسي التركي لم تخدم المصالح التركية الحيوية والمشروعة وإنما علي العكس أضرت بها بدليل أن هذه السياسات المتهورة لم تستطع أن تضيف إلي قائمة أصدقاء تركيا في المنطقة صديقا جديدا وأخيرا اللهم إذا استثنينا الحليف القطري الذي لم يقدم لتركيا شيئا سوي أنه أضاف إلي قائمة الأعداء والخصوم أعداء كثيرين علي امتداد العالم العربي كانوا قبل مجيء أردوغان في عداد الأصدقاء لتركيا أو علي الأقل لم يكونوا معادين لها في أي مراحل زمنية سابقة قبل الكشف عن مقاصده ونواياه التي يبوح بها للدائرة الضيقة من معاونيه فقط حول حلم إعادة بناء إمبراطورية الخلافة الإسلامية ليتمكن من أن يعيد ضم البلاد العربية كلها في إمبراطورية ينفرد بحكمها!

وربما يزيد من خطورة السؤال المطروح في تركيا وتأثيره علي المستقبل السياسي لأردوغان أن فاتورة التهور والمغامرة التي تحملتها تركيا في سوريا وليبيا بدأت تضرب الاقتصاد التركي بعنف شديد وسجلت الليرة التركية تراجعا كبيرا في قيمتها أمام العملات الأجنبية مما أدي إلي ارتفاع الأسعار وزيادة حجم التضخم المالي إلي معدلات تنذر بالخطر!

ويكفي للتدليل علي تصاعد السخط الشعبي من السياسات التركية أن قطاع السياحة الذي يمثل أحد أهم روافد الدخل من العملات الأجنبية قد تأثرت بدرجة ملحوظة نتيجة غياب السائح العربي والخليجي الذي كان ينفق بغير حساب علي عكس البديل السياحي من شرق أوروبا الذي استنجد به أردوغان لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من صناعة السياحة التركية ولكن الفارق جد شاسع بين عوائد السياحة العربية والخليجية وبين العوائد المحدودة لسياحة الأفواج من شرق أوروبا!
والخلاصة: أن مجرد طرح هذا السؤال يعني أن هناك إدراكا يسود النخب السياسية المعارضة بأن تركيا تدفع ثمنا باهظا لكي يستطيع أردوغان الاستمرار في لعبته الخاسرة بعد أن ألمح العديد من المقربين إليه إلي ذلك أيضا وأشاروا إلي أن رياح الخطر بدأت تهب علي مقعدة وأن بناء الأوهام علي تحقيق انتصارات تكتيكية في ليبيا من نوع ما جري في معركة قاعدة الوطية مؤخرا لن يخفي حقيقة الورطة التركية في المستنقع الليبي وتداعياتها علي الوضع التركي عسكريا واقتصاديا!

ويبقي السؤال الأهم هو: تركيا إلي أين تحت قيادة أردوغان؟... هذا هو السؤال وهذا هو التحدي الذي يواجه النخب السياسية في تركيا الآن!
خير الكلام:
<< من علامات الفشل.. الغرور والتشبث بالرأي والعناد!

نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث