Close ad
16-5-2020 | 12:58

من غير مناسبة وقف أردوغان قبل أيام ليشتم قائمة طويلة ممن اسماهم بأعداء تركيا، وضمنهم دول الخليج العربى ومصر إلى جانب اللوبى الأرمنى واللوبى اليونانى واللوبى الكردى.. إلخ.

من غير مناسبة خرج أردوغان عن شعوره وتوعد كل أعداء تركيا بالتهديد والوعيد مستخدما سوق الأوهام الذى لم يعد لها زبائن، مما وضع تركيا فى مأزق صعب وكأنها أشبه ما تكون بجزيرة وحيدة معزولة وسط محيطها الإقليمى والعالمى تنتظر المزيد من العواصف والأعاصير كرد فعل طبيعى لما يزرعه أردوغان من شكوك ومخاوف فى نفوس كل من يتعامل مع تركيا.

إن تصريحات أردوغان الأخيرة عنوان واضح وفاضح لأحاسيس القلق والفزع عند أردوغان، بعد أن بدأ يدرك أن غالبية دول العالم وبالذات دول أوروبا ودول الخليج العربى انتهجت سياسة الإهمال لتركيا لتجعلها تشعر بأن عنادها وحماقاتها لن تجيء فى نهاية الأمر على أحد غيرها!

ولا شك أن مجمل التطورات الإقليمية والدولية فى السنوات الأخيرة تتناقض تماما مع سياسات أردوغان المتهورة، والتى بدأت تثير نذرا مقلقة وغير مريحة لتركيا التى تستشعر الآن بوادر عزلة جغرافية ومعنوية واقتصادية فوق قدرتها وفوق طاقتها!

والذى أتصوره - وقد أكون مخطئا – أن أردوغان يمهد بهذه التصريحات الغريبة لقفزات هروب جديدة للأمام بعد تيقنه من أن تورطه فى المستنقع الليبى لا يقل فداحة فى ثمنه عما لقيه التورط التركى فى سوريا من فشل وانكسار، حيث لم يعد بإمكان جنرالات المؤسسة العسكرية التركية أن يطيقوا المزيد من الصبر والانتظار على هذا الهوان بعد أن سد عليهم اليأس كل سبيل نحو إنجاز انتصار عسكرى حاسم سواء فى سوريا أوفى ليبيا.

لقد كان أردوغان يحلم بأن يعوض هزائم تركيا فى الأزمة السورية بانتصار فوق الرمال الليبية ولكن الرهان سقط وانكسر، والأدق أنه على وشك السقوط!

خير الكلام:

<< كلما صغر العقل زاد الغرور!

[email protected]

نقلا عن صجيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة