Close ad
13-5-2020 | 15:42

إذا كان العالم كله يواجه منذ عدة أشهر جائحة فيروس كورونا «كوفيد19 المستجد» فإن منطقتنا العربية تواجه منذ عدة سنوات فيروس «أردوغان وتميم» الذى يثير المتاعب والقلاقل بدعم التطرف الدينى وتمويل وتسليح ورعاية كل أشكال العنف الإرهابي.

إن هذا الفيروس اللعين الذى يهدد أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط بشكل واضح ومفضوح منذ هبوب عواصف الفوضى مطلع عام 2011 وحتى الآن يروج لوجود تناقض بين القيم الدينية السمحة وبين القيم الديمقراطية بأشكالها المتعددة لخدمة مخططات الذين يريدون العودة للسيطرة على المنطقة من الأبواب الخلفية بعد انتهاء العمر الافتراضى للاستعمار التقليدى الذى جثم على شعوب المنطقة عدة قرون!

إن فيروس أردوغان وتميم يستخدم المنصات الإعلامية فى الدوحة واسطنبول بأسلوب ماكر وخبيث لضرب استقرار دول المنطقة من خلال الإيحاء بوجود تناقض وتباعد بين الإسلام والديمقراطية وتجاهل كل حقائق التاريخ التى تثبت أن الحرية والمساواة والعدالة والثواب والعقاب والنزاهة والشفافية والشورى فى اختيار ولى الأمر ومحاسبته وترسيخ قواعد العدالة الاجتماعية هى من صلب القيم الإسلامية الصحيحة التى استنبط منها الغرب المسيحى أهم ركائز الديمقراطية الغربية التى يزايدون علينا بها هذه الأيام.

وكما يوضع السم فى العسل فإن فيروس أردوغان وتميم يعمل على الترويج لأكذوبة نظام الحكم الإسلامى «الأصولي» الذى يختلف اختلافا جذريا عن نظام الحكم «المعتدل» الذى يسترشد بمبادئ الشريعة الإسلامية دون أن يبتعد عن لغة العصر وتطوراتها المتجددة جيلا بعد جيل!

وبتأثير هذا السم داخل العسل ولدت معظم الجماعات الإسلامية المتطرفة ذات الأفق الضيق التى تعتمد العنف والإرهاب سلاحا للجهاد المزعوم الذى يحقق مكسبا وفائدة لأعداء العرب والمسلمين فقط!

إن فيروس أردوغان وتميم هو المسئول الأول عن حال أمتنا فى السنوات الأخيرة التى انفرط فيها العقد وتمزق الشمل وحدث التنازع والشقاق والصراع بين العديد من الولاءات الدينية والمذهبية والعشائرية والعرقية مما أغرق أوطان الأمة فى صراعات وحروب أهلية مدمرة ندفع ثمنها غاليا!

خير الكلام:

<< الفكر المسموم يجد له ميدانا فسيحا فى العقول الضعيفة!


نقلا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث