Close ad
9-5-2020 | 12:55

هذه أول مرة – على حد علمى – يحدث مثل هذا التوافق العالمى إزاء حدث ما وتتفق إرادات الجميع على أن خطر الوباء الذى اجتاح العالم كله يستوجب تعاونا وتكاتفا دوليا حتى يمكن التصدى لهذا الخطر المرعب، فالأمر بات أكثر من مجرد رغبة وإرادة سياسية لأن الكل يدرك أن المسألة باتت ضرورة حياتية.

لقد أصبح الصوت واحدا فى كل عواصم الدنيا طلبا للتعاون من أجل احتواء هذا الخطر ومن ثم لابد أن تتحول المنازعات والمناكفات السياسية بين الكبار إلى منافسة مشروعة من أجل الإسراع بإنتاج اللقاحات والأمصال التى يتسابق العلماء للتوصل لها!

بل إن أصواتا كثيرة بدأت تعلو وترتفع فى العواصم الكبرى لتغيير المفهوم الإستراتيجى للقوة حتى لا يقتصر فقط على قوة البنيان العسكرى واتساع مساحة النفوذ السياسى وتعظيم قدرات الرعاية الاجتماعية لكى يسبق ذلك فى قائمة الأولويات اهتمام بمنظومة القوة البحثية ومنظومة الدفاع الطبى الوقائى المؤهل لمواجهة مثل هذه المخاطر الطارئة من نوع هذا الوباء اللعين.

وليس من شك فى أن كافة البشر فى سائر المجتمعات قد سئموا من هذا الذعر الذى فرضه عليهم الوباء مصحوبا بأعباء مادية ومعنوية ونفسية مرهقة وفوق طاقة الاحتمال.

وربما يكون فى هذه المحنة منحة ربانية لاستعادة القوة الإيمانية والروحانية للبشر التى داستها عجلات المدنية والعولمة بعد أن أدرك الناس أن الحياة البسيطة نعمة من نعم الله، وإنه ليس أسعد ممن يدخل عليه الليل فيؤوى إلى فراشه معافى ومرتاح البال على عكس الأجواء التى فرضها الوباء من قلق ورعب تحت وطأة الخوف من تسلل الفيروس اللعين إليهم أو إلى أحد من ذويهم وأصدقائهم. ولهذا اختفت الأحلام وحلت محلها الهواجس والكوابيس.

وظنى أن العالم بعد انتهاء الوباء لن يكون مثل العالم قبل الوباء وربما تزداد الحاجة إلى علماء وخبراء نفسيين بأكثر من الحاجة إلى مفكرين ومنظرين سياسيين لأن العقد النفسية التى سيخلفها هذا الوباء ليست سهلة ولا هينة!

.. وسلام على اليوم الموعود الذى ينتظره العالم بإنتاج اللقاح المنشود الذى ينهى حالة الحظر الإجبارى ويعيد دوران عجلة الحياة إلى طبيعتها بعد استيعاب الدرس الأهم فى ضرورة الاهتمام ببناء قوة الدفاع الصحى الوقائية تحسبا لأى أوبئة طارئة فى المستقبل!

خير الكلام:
<< قد يتأخر الفرج لكن الفرج سيأتى فانتظار الفرج يؤكد حسن الظن بالله!

نقلًا عن صحيفة الأهرام

كلمات البحث
الأكثر قراءة