Close ad
26-4-2020 | 12:42

فى شهر رمضان المبارك كان قراء القرآن الكريم فى مصر ينطلقون إلى الأقطار العربية والإسلامية وكانت الدول والشعوب الإسلامية تستقبلهم بكل مظاهر الحفاوة وحتى الدول الأوروبية كانت تحتفى بهم طوال شهر الصوم.

وكان فى مصر كوكبة من القراء تمتعوا بمكانة خاصة فى كل بلاد العالم، كان رؤساء الدول والملوك وأصحاب القرار يستقبلون مشايخنا الأجلاء بكل العرفان والترحيب.

وفى هذا الزمن كان القارئ المصرى يمثل الإسلام الحقيقى فى تقديم صورة حية، كما ينبغى أن يكون عليه قراء القرآن الكريم.. كان فى مقدمة هذه الكوكبة الشيخ محمد رفعت والحصرى ومصطفى إسماعيل وعبدالصمد والبنا والمنشاوى وأبوالعينين شعيشع، وجاءت بعد ذلك أجيال أخرى الطبلاوى ونعينع، وكانت مدارس القرآن الكريم فى مصر لها طبيعة خاصة فى التلاوة والصوت والقدرات وكل من هؤلاء يمثل اتجاها مستقلا فى الأداء والرصانة والقراءة السليمة.

كان الشيخ الحصرى نموذجا فى الوقار والرصانة. وكان عبدالباسط عبدالصمد رائدا فى جماليات الأداء، وكان مصطفى إسماعيل صاحب أسلوب خاص، أما الشيخ محمد رفعت فكان الخشوع والجمال والقراءة الصحيحة.. أما صديق المنشاوى، والبنا وأبوالعينين شعيشع فكان التفرد فى القدرات، ومازال بيننا الشيخ الطبلاوى وله أسلوبه الخاص، ونعينع وقد جمع من كل بستان زهرة، وتجد فى صوته مزيجا من كل هذه الأصوات.

ومع انتشار التكنولوجيا الحديثة ومواقع النت واليوتيوب تطل الآن وجوه كثيرة من قراء القرآن الكريم الجدد.. لقد زاد عدد القراء ولكن العبق القديم فى قراء مصر القدامى بقى من أهم أسباب إقبال الناس عليهم، وهناك تسجيلات حية للزيارات التى كان قراء مصر يقومون بها فى شهر رمضان من كل عام.. كانت الإذاعة المصرية من أهم مؤسسات الدولة التى تقدر وتشجع قراء مصر ولديها تسجيلات كثيرة للعشرات منهم، وأرجو أن يبحث المسئولون فى اتحاد الإذاعة والتليفزيون عن هذه التسجيلات بحيث تنطلق فى سماء العالم مرة أخرى خاصة أن لدينا إذاعة القرآن الكريم، ولدينا أيضا تسجيلات القراء الكبار الذين سجلوا القرآن الكريم كاملا قبل رحيلهم..
 

كلمات البحث
الأكثر قراءة